للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ: فَسَكَتَ)؛ أي: لأن الثلث حقّ الشخص عند موته يتصدّق به، ويوصي به، (فَكَانَ بَعْدُ) بالبناء على الضمّ؛ لِقَطْعها عن الإضافة، ونيّة معناها؛ أي: بعد تلك الواقعة، (الثُّلُثُ)؛ أي: قَسْم الثلث بالوصيّة (جَائِزًا)؛ أي: فيجوز الآن لكلّ أحد أن يوصي بالثلث، وقصّة سعد في الوصيّة قد تقدّم البحث فيها مستوفي في "الوصايا".

ثم أشار إلى الآية الثالثة، فـ (قَالَ: وَأَتَيْتُ عَلَى نَفَرٍ) بفتحتين؛ أي: جماعة من الرجال، من ثلاثة إلى عشرة، وقيل: إلى سبعة، ولا يقال: نفرٌ فيما زاد على العشرة (١). (مِنَ الأنصَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ، فَقَالُوا: تَعَالَ) بفتح اللام: أمْر من تعالى يتعالى؛ أي: ارتفع، قال الفيّوميّ: تَعَالَ فِعل أمْر من تعالى يتعالى، وأصله أن الرجل العالي كان ينادي السافل فيقول: تَعَالَ، ثم كَثُر في كلامهم، حتى استُعْمِل بمعنى هَلُمّ مطلقًا، وسواء كان موضع المدعوّ أعلى، أو أسفل، أو مساويًا، فهو في الأصل لمعنى خاصّ، ثم استُعمل في معنى عامّ، ويتصل به الضمائر باقيًا على فَتْحه، فيقال: تَعَالَوا، تَعَالَيَا، تَعْالُينْ، وربما ضُمّت اللام مع جمع المذكر السالم، وكُسرت مع المؤنئة، وبه قرأ الحسن البصريّ في قوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا} الآية [آل عمران: ٦٤]؛ لمجانسة الواو. انتهى (٢).

(نُطْعِمْكَ) بضمّ أوله، من الأطعام، (وَنَسْقِيكَ) بفتح أوله، من سقى يسقي ثلاثيًّا، كما قال تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: ٢١]، أو بضمّه، من أسقى يُسقي رباعيًّا، كما قال تعالى: {لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن: ١٦]. (خَمْرًا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ، قَالَ) سعد (فَأتيْتُهُمْ فِي حَشٍّ) بفتح الحاء المهملة، وضمّها، وفسّره بقوله: (-وَالْحَشُّ الْبُسْتَانُ- فَإِذَا) هي الفجائيّة، (رَأْسُ جَزُورٍ) قال الفيّوميّ -رحمه الله-: الجَزُورُ من الإبل خاصّةً يقع على الذكر والأنثى، والجمع: جُزُرٌ، مثل رسول ورُسُل، ويُجمع أيضًا على جُزُرَاتٍ، ثم على جَزَائِرَ، ولفظ الْجَزُور أنثى، يقال: رعت الجَزُورُ، قاله ابن الأنباريّ، وزاد الصغانيّ: وقيل: الجَزُورُ: الناقة التي تُنحر، وجَزَرْتُ الجَزُورَ وغيرها،


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦١٧.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٢٨.