وقالت أم سعد: أليس قد أمر الله بالبِرّ، والله لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا، حتى أموت، أو تكفر، قال: فكانوا إذا أرادوا أن يُطعموها شَجَروا فاها، فنزلت هذه الآية:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}[العنكبوت: ٨].
قال: ودخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا مريض يعودني، قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُوصي بمالي كله؟، قال:"لا"، قلت: فبثلثيه؟، قال:"لا"، قلت: فبنصفه؟ قال:"لا"، قلت: فبثلثه؟ قال: فسكت. انتهى (١).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ- أوّلَ الكتاب قال:
١ - (عَبْدُ الرَّحْمَنِ) بن مهديّ البصريّ، تقدّم قريبًا.
٢ - (الْمِقْدَامُ بْنُ شُرَيْحِ) بن هانئ بن يزيد الحارثيّ الكوفيّ، ثقةٌ [٦](بخ م ٤) تقدم في "الطهارة" ١٥/ ٥٩٦.
٣ - (أَبُوهُ) شُريح بن هانئ بن يزيد الحارثيّ الْمَذْحِجيّ، أبو المقدام الكوفيّ، مخضرمٌ ثقةٌ [٢] قُتل مع ابن أبي بكرة بسجستان سنة (٧٨)(بخ م ٤) تقدم في "الطهارة" ١٥/ ٥٩٦.
والباقون ذُكروا في الباب، و"سفيان" هو الثوريّ، هو شيخ وكيع الذي سقط من الإسناد قبل خمسة أحاديث.
وشرح الحديث يأتي في الذي بعده، وقوله:(قَالُوا لَهُ: تُدْنِي هَؤُلَاءِ)؛ أي: قال المشركون: إنك يا محمد تقرّب هؤلاء الفقراء إلى مجلسك، ونحن لا نجلس معهم، أو الكلام على تقدير الاستفهام الإنكاريّ، كأنهم قالوا: أتدني هؤلاء، وتدعونا أن نجلس معهم؛؛ أي: وهذا غير ممكن؛ لأننا