وقوله:{يَدْعُونَ رَبَّهُمْ}؛ أي: يعبدونه، ويسألونه {بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}، قال سعيد بن المسيِّب، ومجاهد، والحسن، وقتادة: المراد به: الصلاة المكتوبة، وهذا كقوله:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]؛ أي: أتقبّل منكم، وقوله:{يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}؛ أي: يريدون بذلك العمل وجه الله الكريم، وهم مخلصون فيما هم فيه من العبادات، والطاعات، وقوله:{مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}؛ كقول نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- في جواب الذين قالوا: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (١١١) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١١٢) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣)} [الشعراء: ١١١ - ١١٣]؛ أي: إنما حسابهم على الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وليس عليّ من حسابهم من شيء، كما أنه ليس عليهم من حسابي من شيء، وقوله:{فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ}؛ أي: إن فعلت هذا والحالة هذه. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٥/ ٦٢٢٠ و ٦٢٢١](٢٤١٣)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٥/ ٦٢ و ٦٦ و ٧٢)، و (ابن ماجه) في "الزهد"(٤١٢٨)، و (عبد بن حُميد) في "مسنده"(١٣١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٦٥٧٣)، و (الطبريّ) في "تفسيره"(١٣٢٦٣)، و (الحاكم) في "المستدرك"(٣/ ٣١٩)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(٢/ ١٤١)، و (البزّار) في "مسنده"(٤/ ٦٢)، والله تعالى أعلم.