للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنها وقع لها نظير ما وقع لخديجة من السلام والجواب، وهي رواية شاذّةٌ، والعلم عند الله تعالى. انتهى (١).

(وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ، مِنْ قَصَبٍ) -بفتح القاف، والصاد المهملة، بعدها موحّدة- قال ابن التين: المراد به لؤلؤة مجوّفة واسعة؛ كالقصر المنيف، وعند الطبرانيّ في "الأوسط" من طريق أخرى، عن ابن أبي أوفى: "يعني: قصب اللؤلؤ"، وعنده في "الكبير" من حديث أبي هريرة: "بيت من لؤلؤة مجوّفة"، وأصله في مسلم، وعنده في "الأوسط" من حديث فاطمة: "قالت: قلت: يا رسول الله أين أمي خديجة؟ قال: في بيت من قصب، قلت: أمن هذا القصب؟ قال: لا، من القصب المنظوم بالدر، واللؤلؤ، والياقوت".

وأما قوله: "ببيت"، فقال أبو بكر الإسكاف في "فوائد الأخبار": المراد به بيت زائد على ما أَعدّ الله لها من ثواب عملها، ولهذا قال: "لا نصب فيه"؛ أي: لم تتعب بسببه.

(لَا صَخَبَ فِيهِ) الصَّخَب -بفتح الصاد المهملة، والخاء المعجمة، بعدها موحّدة-: الصياح، والمنازعة برفع الصوت. (وَلَا نَصَبَ) -بفتح النون، والصاد المهملة، بعدها موحَّدة-: التَّعَب، وأغرب الداوديّ، فقال: الصخب: العيب، والنَّصَب: العِوَج، وهو تفسير لا تساعد عليه اللغة، قاله في "الفتح" (٢).

وقال النوويّ -رحمه الله-: قوله: "ببيت من قصب" قال جمهور العلماء: المراد به: قصب اللؤلؤ المجوّف؛ كالقصر المنيف، وقيل: قصب من ذهب منظوم بالجوهر، قال أهل اللغة: القصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف، قالوا: ويقال لكل مجوَّف: قصب، وقد جاء في الحديث مفسَّرًا ببيت من لؤلؤة محياة، وفسّروه بمجوّفة، قال الخطابيّ وغيره: المراد بالبيت هنا: القصر.

وأما الصخب: فبفتح الصاد، والخاء، وهو الصوت المختلط المرتفع.

والنصب: المشقة والتعب، ويقال فيه: نُصْبٌ، بضم النون، وإسكان الصاد، وبفتحهما لغتان، حكاهما القاضي وغيره؛ كالْحُزْن والْحَزَن، والفتح


(١) "الفتح" ٨/ ٥٢٨، كتاب "مناقب الأنصار" رقم (٣٨٢٠).
(٢) "الفتح" ٨/ ٥٢٧، كتاب "مناقب الأنصار" رقم (٣٨٢٠).