فصرّحا بالسماع، وزادا في الحديث قول جبريل:"ومني"؛ أي: بعد قوله: "فاقرأ عليها السلام من ربّها -عز وجل-"، زادا:"ومنّي"، وخالفها أبو بكر بن أبي شيبة، فقال:"عن أبي هريرة"، ولم يذكر السماع، وأسقط لفظة:"ومنّي"، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [١٢/ ٦٢٥٣](٢٤٣٢)، و (البخاريّ) في "مناقب الأنصار"(٣٨٢٠) و"التوحيد"(٧٤٩٧)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٥/ ٩٤)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٢٣١) و"فضائل الصحابة"(١٥٨٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٧٠٠٩)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(٢٣/ ١٠)، و (الحاكم) في "المستدرك"(٣/ ١٨٥)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٣٩٥٣)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، حيث إن الله تعالى خصّها بإرسال السلام إليها، قال القرطبيّ -رحمه الله-: وإبلاغ الملَك لها أن الله يقرأ عليها السَّلام؛ فضيلة عظيمة، وخصوصية شريفة، لم يُسمع بمثلها لمن ليس بنبيّ إلا لعائشة -رضي الله عنها- على ما يأتي. انتهى (١).
٢ - (ومنها): ما قاله في "الفتح" نقلًا عن السهيليّ -رحمه الله-: النكتة في قوله: "من قصب"، ولم يقل: من لؤلؤ: أن في لفظ القصب مناسبةً لكونها أَحرزت قصب السَّبْق بمبادرتها إلى الإيمان، دون غيرها، ولذا وقعت هذه المناسبة في جميع ألفاظ هذا الحديث. انتهى.
قال: وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها؛ إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يَصْدُر منها ما يُغضبه قطّ، كما وقع لغيرها.