للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في خالق، أو مخلوق، ففي حق الخالق تسمية المخلوق له باسمه، وفعل المخلوق ذلك بعباراته المخلوقة، وأما أسماؤه -عز وجل- التي سمى بها نفسه فقديمة، كما أن ذاته وصفاته قديمة وكذلك لا يختلفون أن لفظة الاسم إذا تكلم بها المخلوق فتلك اللفظة والحروف والأصوات المقطعة المنفهم منها الاسم أنها غير الذات، بل هي التسمية، وإنما الاسم الذي هو الذات ما يفهم منه من خالق ومخلوق. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: الحقّ في هذه المسألة ما قاله بعض المحقّقين (٢): إن الصواب أن الاسم قد يراد به المسمّى، وقد يراد به غير المسمّى، وهو اللفظ؛ كقولك: الله مشتقّ، وأصله الإله، والرحمن عربيّ، فأسماء الله تعالى إذا وردت في سياق الدعاء، والاستعاذة، فالمراد بها المسمّى، وإذا وردت في مقام التعداد، واختلاف الدلالات، فالمراد بها الأسماء الدالّة على المسمّى، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله تسعًا وتسعين اسمًا. . ."، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:

[٦٢٦٦] (. . .) - (وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، إِلَى قَوْلِهِ: "لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ"، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ).

رجال هذا الإسناد: ثلاثة:

وكلهم ذُكروا في الباب، وقبله، و"عبدة" هو: ابن سليمان الكلابيّ.

وقوله: (وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ) فاعل "يذكر" ضمير عبدة، هكذا نصّ مسلم على أن عبدة لم يذكر ما بعد قوله: "لا ورب إبراهيم"، لكن الذي وجدته أنه ذكر ما بعده، فقد أخرج البخاريّ الحديث في "صحيحه"، كما في التنبيه التالي، وكذا أحمد في "مسنده"، وغيرهما، من طريق عبدة عن هشام، وفيه الزيادة المذكورة، ولعلّ مسلمًا وجد ما أشار إليه، فإنه إمام مطّلع، والله تعالى أعلم.


(١) "شرح النوويّ" ١٥/ ٢٠٣ - ٢٠٤.
(٢) راجع: ما كتبه الشيخ البراك في هامش "الفتح" ١٧/ ٣٤٢، كتاب "التوحيد".