للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بنات النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأحبهنّ إليه، وقال أبو عمر: اختلفوا أيتهن أصغر، والذي يسكن إليه اليقين أن أكبرهنّ زينب، ثم رقية، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة.

واختُلف في سنة مولدها، فروى الواقديّ عن طريق أبي جعفر الباقر قال: قال العباس: وُلدت فاطمة والكعبة تبنى، والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- ابن خمس وثلاثين سنةً، وبهذا جزم المدائنيّ، ونقل أبو عمر عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشميّ أنها وُلدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة، أو أكثر، وهي أسنّ من عائشة بنحو خمس سنين، وتزوجها عليّ أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر، وقيل غير ذلك، وانقطع نسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من فاطمة.

وقال الواقديّ: تُوفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان، سنة إحدى عشرة. انتهى مختصرًا من "الإصابة" (١).

وقال الحافظ -رحمه الله- في "الفتح": فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-رضي الله عنها-، وأمها خديجة -رضي الله عنها-، وُلدت فاطمة في الإسلام، وقيل: قبل البعثة، وتزوجها عليّ -رضي الله عنه- بعد بدر، في السنة الثانية، وَوَلدت له، وماتت سنة إحدى عشرة بعد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بستة أشهر، وقد ثبت في "الصحيح" من حديث عائشة -رضي الله عنها-، وقيل: بل عاشت بعده ثمانية، وقيل: ثلاثة، وقيل: شهرين، وقيل: شهرًا واحدًا، ولها أربع وعشرون سنة، وقيل غير ذلك، فقيل: إحدى، وقيل: خمس، وقيل: تسع، وقيل: عاشت ثلاثين سنة.

قال: وأقوى ما يُستَدَلّ به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها، ومن بعدهنّ ما ذُكر من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنها سيدة نساء العالمين"، إلا مريم، وإنها رُزئت بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- دون غيرها من بناته، فإنهنّ مُتْنَ في حياته، فكنّ في صحيفته، ومات هو في حياتها، فكان في صحيفتها.

قال الحافظ: وكنت أقول ذلك استنباطًا إلى أن وجدته منصوصًا، قال أبو جعفر الطبريّ في "تفسير آل عمران" من التفسير الكبير، من طريق فاطمة بنت الحسين بن عليّ؛ أن جدتها فاطمة قالت: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا، وأنا عند


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٨/ ٢٦٢ - ٢٦٣.