للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥ - (أَبُو عُثْمَانَ) النَّهديّ، عبد الرَّحمن بن ملّ بن عمرو، مخضرم تقدّم أيضًا قريبًا.

٦ - (سَلْمَانُ) الفارسيّ، أبو عبد الله، ويقال له: سلمان الخير، الصحابيّ الشهير، أصله من أصبهان، وقيل: من رامهرمز، أول مشاهده الخندق، مات - رضي الله عنه - سنة أربع وثلاثين، وهو من المعمّرين (ع) تقدم في "الطهارة" ١٧/ ٦١٢.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من سُداسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وهو مسلسل بالتحديث والسماع، ومسلسل بالبصريين، سوى الصحابيّ، فمدنيّ، ثم مدائنيّ، وأما أبو عثمان فسكن الكوفة، ثم البصرة وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ مخضرم، وهو أبو عثمان، وهو من المعمّرين، قيل: عاش مائة وثلاثين سنة، وقيل: مائة وأربعين، وهو معدود فيمن عاش ستين سنة في الجاهليّة، وفي الإسلام أكثر من ذلك (١).

وأما سلمان - رضي الله عنه - فقد قيل: إنه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة، قال في "تهذيب التهذيب": إن أهل العلم يقولون: عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما مائتان وخمسون فلا يشكّون فيه، ثم نقل عن المذهبيّ أنه قال: رجعت عن القول إنه قارب الثلاثمائة، أو زاد عليها، وتبيّن لي أنه ما جاوز الثمانين، قال: ولم يذكر مستنده في ذلك، والعلم عند الله. انتهى (٢).

شرح الحديث:

(عَنْ سَلْمَانَ) الفارسيّ - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: لَا تَكُونَنَّ) ظاهر سياق المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ - أن الحديث موقوف، لكن قد أورده الْبَرْقاني في "مستخرجه" من طريق عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان مرفوعًا، قاله في "الفتح".

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: كذا روى مسلم هذا الحديث موقوفًا على سلمان من قوله، وقد رواه أبو بكر البزار مرفوعًا للنبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من طريق صحيح (٣)، وهو


(١) "تهذيب التهذيب" ٢/ ٥٥٦.
(٢) "تهذيب التهذيب" ٢/ ٦٩.
(٣) قوله: "من طريق صحيح" فيه نظر؛ لأنَّ شيخ البزّار القاسم بن محمد لَمْ أجد من ترجمه، فالظاهر أنه مجهول، والله تعالى أعلم.