للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والنبيّ لَمْ يشهد بئر معونة، وإنما أمرهم بالذهاب إليها، وغَفَل القرطبيّ، فقال: قُتل أخوها معه في بعض حروبه، وأظنه يوم أُحد، ولم يُصِبْ في ظنه، والله أعلم، قاله في "الفتح" (١).

وقال الكرمانيّ: كيف صار قتل الأخ سببًا للدخول على الأجنية؟.

قلت: لَمْ تكن أجنبية، كانت خالة لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الرضاع، وقيل: من النَّسب، فالمحرمية كانت سببًا لجواز الدخول. انتهى (٢).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قد قدَّمنا في "كتاب الجهاد" عند ذِكر أم حرام أخت أم سليم؛ أنهما كانتا خالتين لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَحْرَمين، إما من الرضاع، وإما من النسب، فتحلّ له الخلوة بهما، وكان يدخل عليهما خاصّةً، لا يدخل على غيرهما من النساء إلَّا أزواجه. انتهى (٣).

[تنبيه]: قصّة قتل حرام بن مِلْحان أخي أم سليم وأم حرام - رضي الله عنها - ساقها البخاريّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "صحيحه"، فقال:

(٤٠٩١) - حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنَا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدّثني أنس؛ أن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث خالة أخًا لأم سليم، في سبعين راكبًا، وكان رئيس المشركين عامرَ بن الطفيل، خَيَّر بين ثلاث خصال، فقال: يكون لك أهل السهل، ولي أهل المدر، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان، بألف، وألف، فطُعن عامر في بيت أم فلان، فقال: غُدّة كغَدّة الْبَكْر في بيت امرأة من آل فلان، ائتوني بفرسي، فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرام أخو أم سليم، هو ورجل أعرج، ورجل من بني فلان، قال: كونا قريبًا حتى آتيهم، فإن آمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال: أتؤمّنوني أبلّغ رسالة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فجعل يحدثهم، وأومؤوا إلى رجل، فأتاه من خلفه، فطعنه - قال همام: أحسبه - حتى أنفذه بالرمح، قال: الله أكبر، فُزْتُ ورب الكعبة، فلُحِق الرجل، فقُتلوا كلهم، غير الأعرج، كان في رأس جبل، فأنزل الله علينا، ثم كان من المنسوخ: "إنا قد


(١) "الفتح" ٧/ ١١٣.
(٢) "عمدة القاري" ١٤/ ١٣٨.
(٣) "شرح النوويّ" ١٦/ ١٠.