للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الملكوت، وهو قريب مما أجاب به السهيليّ عن استعمال طست الذهب ليلة المعراج. انتهى (١).

(قَالَ بِلَالٌ) - رضي الله عنه -: (مَا) نافية، (عَمِلْتُ) بكسر الميم، (عَمَلًا فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً) منصوب على التمييز، (مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا) بضمّ الطاء؛ بمعنى: الطهارة، (تَامًّا) أخرج غير التامّ، وهو الطُّهور اللغويّ؛ أي: تنظيف بعض الأعضاء؛ كغسل الوجه، لطرد النوم.

وقال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "تامًّا" الذي يظهر أنه لا مفهوم له، وَيحتمل أن يخرج بذلك الوضوء اللغويّ، فقد يفعل ذلك لطرد النوم مثلًا. انتهى (٢).

(فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ)، وفي بعض النسخ: "من ليلٍ، أو نهار"، (إِلَّا صَلَّيْتُ) زاد الإسماعيليّ: "لربّي"، (بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا) موصولة بمعنى الذي، (كَتَبَ اللهُ) ببناء الفعل للفاعل، وبتقدير العائد؛ أي: كتبه الله؛ أي: قدّره (لِي أَنْ أُصَلِّيَ) "أن" بالفتح مصدريّة، والمصدر المؤوّل مفعول به لـ "كَتَب"، ولفظ البخاريّ: "ما كُتِب لي" بالبناء للمفعول.

قال في "الفتح": قوله: "ما كُتب لي"؛ أي: قُدّر لي، وهو أعمّ من الفريضة والنافلة، قال ابن التين: إنما اعتقد بلال ذلك؛ لأنه عَلِم من النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن الصلاة أفضل الأعمال، وأن عمل السر أفضل من عمل الجهر، وبهذا التقرير يندفع إيراد من أورد عليه غير ما ذَكَرَ من الأعمال الصالحة، والذي يظهر أن المراد بالأعمال التي سأله عن أرجاها: الأعمالُ المتطوَّع بها، وإلا فالمفروضة أفضل قطعًا. انتهى (٣)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:


(١) "الفتح" ٣/ ٥٥٦، كتاب "التهجّد" رقم (١١٤٩).
(٢) "الفتح" ٣/ ٥٥٤، كتاب "التهجّد" رقم (١١٤٩).
(٣) "الفتح" ٣/ ٥٥٥، كتاب "التهجّد" رقم (١١٤٩).