للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَمَنْ لَلْقَوَافِي بَعْدَ حَسَّانَ وَابْنِهِ … وَمْن لِلْمَعَانِي بَعْدَ زيدِ بْنِ ثَابِتِ (١)

تقدّمت ترجمته في "الحيض" ٢٢/ ٧٩٣، وإنما أعدتها لطول العهد بها، فتنبّه.

(وَأَبُو زيدٍ) ذكر عليّ بن المدينيّ أن اسمه أوس، وعن يحيى بن معين: هو ثابت بن زيد، وقيل: هو سعد بن عبيد بن النعمان، وبذلك جزم الطبراني عن شيخه أبي بكر بن صدقة، قال: وهو الذي كان يقال له: القارئ، وكان على القادسية، واستُشهد بها، وهو والد عُمير بن سعد، وعن الواقديّ: هو قيس بن السكن بن قيس بن زعور بن حرام الأنصاريّ النجاريّ، قال الحافظ: ويرجحه قول أنس: أحد عمومتي، فإنه من قبيلة بني حرام. انتهى (٢).

(قَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لأَنَسِ) -رضي الله عنه -: (مَنْ أَبُو زيدٍ؟ قَالَ) أنس: (أَحَدُ عُمُومَتي) وفي رواية للبخاريّ: "قال: ونحن ورِثناه"، قال في "الفتح": القائل: "ونحن ورثناه" هو أنس، وفي رواية عن أنس: "قال: مات أبو زيد، وكان بدريًّا، ولم يترك عَقِبًا، وقال أنس: نحن ورثناه".

قال الحافظ -رحمه الله -: وقوله: "أحد عمومتي" يردّ قول من سمى أبا زيد المذكور: سعد بن عبيد بن النعمان أحد بني عمرو بن عوف؛ لأن أنسًا خزرجيّ، وسعد بن عبيد أوسيّ، وإذا كان كذلك احتَمَل أن يكون سعد بن عبيد ممن جَمَع، ولم يَطَّلِع أنس على ذلك، وقد قال أبوأحمد العسكريّ: لم يجمعه من الأوس غيره، وقال محمد بن حبيب في "المحبر": سعد بن عبيد -ونَسَبه - كان أحد من جَمَع القرآن في عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم -.

ووقع في رواية الشعبي المغايرة بين سعد بن عبيد، وبين أبي زيد، فإنه ذكرهما جميعًا، فدلّ على أنه غير المراد في حديث أنس، وقد ذكر ابن أبي داود فيمن جمع القرآن: قيس بن أبي صعصعة، وهو خزرجيّ، ويكنى أبا زيد، وسعد بن المنذر بن أوس بن زهير، وهو خزرجيّ أيضًا، لكن لم أر التصريح بأنه يكنى أبا زيد، ثم وجدت عند أبي داود ما يرفع الإشكال من أصله، فإنه روى بإسناد على شرط البخاريّ إلى ثمامة، عن أنس أن أبا زيد الذي جمع


(١) راجع: "الإصابة في تمييز الصحابة" ٢/ ٥٩٤.
(٢) "الفتح" ٨/ ٥١٠، كتاب "مناقب الأنصار" رقم (٣٨١٠).