للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخت المقتول عمة جابر، وإن كانت أخت عمرو تكون عمة المقتول، وهو عبد الله، هكذا قال في "العمدة" (١).

وقال في "الفتح": هذا شكّ من سفيان، والصواب: بثت عمرو، وهي فاطمة بنت عمرو؛ لأن في رواية شعبة، عن محمد بن المنكدر: "وجعلت عمتي تبكيه"، وفي رواية: "فذهبت عمتي فاطمة".

(فَقَالَ: "وَلِمَ تَبْكِي؟ ") "لِمَ" بكسر اللام، وفتح الميم: استفهام عن الغائبة، والاستفهام للإنكار، فيكون بمعنى النهي، ولفظ البخاريّ: "فَلِمَ تبكي؟، أو: لا تبكي"، فقوله: "أو: لا تبكي" شكّ من الراوي، وليس باستفهام، بل هو نهي للغائبة.

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "ولمَ تبكي؟ " كذا صحَّت الرواية بـ "لم" التي للاستفهام، "تبكي" بغير نون؛ لأنَّه استفهام لمخاطب عن فعل غائبة، ولو خاطبها بالاستفهام خطاب الحاضرة، لقال: ولمَ تبكين؛ بإثبات النون، وكذلك جاء في رواية أخرى: "تبكيه، أو لا تبكيه؟ ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها"، هو إخبار عن غائبة، ولو كان خطاب الحاضرة لقال: تبكينه، أو لا تبكينه، بنون فعل الواحدة المخاطبة، ويعني بهذا الكلام: أن عبد الله مكرَّم عند الملائكة، سواء بُكِي عليه، أو لم يُبْكَ؟، وكون الملائكة تظله بأجنحتها، إنما ذلك لاجتماعهم عليه، وتزاحمهم على مبادرة لقائه، والصُّعود بروحه الكريمة الطيبة، ولتبشِّره بما له عند الله تعالى من الكرامهّ، والدَّرجة الرفيعة، والله تعالى أعلم. انتهى (٢).

وقال في "المشارق": قوله: "تبكين، أو لا تبكين … إلخ" بسكون الواو، وقد يكون هذا شكًّا من الراوي في أيّ الكلمتين قال، أو يكون على طريق التسوية للحالين، والأول أظهر. انتهى (٣).

وقال في "الفتح": قوله: "قال: فلم تبكي؟ أو: لا تبكي" هكذا في هذه الرواية بكسر اللام، وفتح الميم، على أنه استفهام عن غائبة، وأما قوله: "أو:


(١) "عمدة القاري" ٨/ ٨٦.
(٢) "المفهم" ٦/ ٣٨٧ - ٣٨٨.
(٣) "مشارق الأنوار" ١/ ٥٣.