للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - (ومنها): أن فيه القصّ على المرأة، وفيه تبليغ حفصة، وفيه قبول خبر المرأة.

٧ - (ومنها): ما قاله ابن بطال رحمه الله: يؤخذ من الحديث الجزم بالشيء، وإن كان أصله الاستدلال؛ لأن ابن عمر - رضي الله عنهما - استدلّ علي أنهما مَلَكان بأنهما وقفاه على جهنم، ووعظاه بها، والشيطان لا يعظ، ولا يُذكِّر الخير.

قال الحافظ: ويَحْتَمِل أن يكونا أخبراه بأنهما ملكان، أو اعتَمَدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَمّا قصته عليه حفصة - رضي الله عنها -، فاعتَمَد على ذلك (١).

٨ - (ومنها): ما قاله ابن بطال أيضًا: في هذا الحديث أن بعض الرؤيا لا يَحتاج إلى تعبير، وعلى أن ما فُسِّر في النوم فهو تفسيره في اليقظة؛ لأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يزد في تفسيرها على ما فسّرها الملَك.

قال الحافظ: يشير إلى قوله - صلى الله عليه وسلم - في آخر الحديث: "إن عبد الله رجل صالح"، وقول الملَك قبل ذلك: "نِعْم الرجل أنت، لو كنت تُكثر الصلاة"، وفي رواية: "قال له: لم تُرَعْ، إنك رجل صالح"، وفي رواية: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن عبد الله رجل صالح، لو كان يكثر الصلاة من الليل".

٩ - (ومنها): ما قاله أيضًا: وفيه وقوع الوعيد على ترك السنن، وجواز وقوع العذاب على ذلك.

قال الحافظ: هو مشروط بالمواظبة على الترك رغبةً عنها، فالوعيد والتعذيب إنما يقع على المحرّم، وهو الترك بقيد. الأعراض.

١٠ - (ومنها): ما قاله أيضًا: وفيه أن أصل التعبير من قِبَل الأنبياء، ولذلك تمنى ابن عمر أنه يرى رؤيا، فيعبرها له النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ ليكون ذلك عنده أصلًا، قال: وقد صَرَّح الأشعريّ بأن أصل التعبير بالتوقيف من قبل الأنبياء، وعلى ألسنتهم، قال ابن بطال: وهو كما قال، لكن الوارد عن الأنبياء في ذلك، وإن كان أصلًا، فلا يعمّ جميع المرائي، فلا بدّ للحاذق في هذا الفنّ أن يستدل بحُسن نَظَره، فيردّ ما لم يُنَصّ عليه إلى حكم التمثيل، ويحكم له بحكم النسبة الصحيحة، فيُجعل أصلًا يُلحق به غيره، كما يفعل الفقيه في فروع الفقه.


(١) "شرح ابن بطّال" على البخاريّ ٩/ ٥٤٧، و"الفتح" ١٦/ ٣٨٥.