للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقول الفقهاء: ما يُتَمَوَّلُ؛ أي: ما يُعَدّ مالًا في العُرف، والمَالُ عند أهل البادية النعم. انتهى (١).

وقال المجد رَحِمَهُ اللهُ: المالُ: ما مَلَكْتَه من كل شيءٍ، جَمْعه: أمْوالٌ، ومُلْتَ تَمالُ، ومِلْتَ، وتَمَوَّلتَ، واسْتَمَلْتَ: كثُر مالُكَ، ومَوَّلَهُ غيرُهُ، ورجُلٌ مالٌ، ومَيِّلٌ، ومَوِّلٌ: كثيرُه، وهم مالَةٌ، وما بينَ، وهي مالَةٌ، جَمْعه: مالَةٌ أيضًا، ومالاتٌ، ومُلْتُه بالضم: أعْطَيْتُه المالَ، كأمَلْتُه. انتهى (٢).

(وَوَلَدَهُ) بفتح الواو واللام، أو بضمّ، فسكون: يُطلق على الواحد، وعلى أكثر منه، قال الفيّوميّ رحمه الله: الوَلَدُ بفتحتين: كلُّ ما ولده شيءٌ، ويُطلق على الذكر، والأنثى، والمثنى، والمجموع، فَعَلٌ بمعنى مفعول، وهو مذكَّر، وجَمْعه: أوْلَادٌ، والوُلْدُ، وزان قُفْلٍ لغةٌ فيه، وقيس تجعل المضموم جمع المفتوح، مثل أُسْدٍ جمع أَسَدٍ. انتهى (٣).

(وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ)، وفي الرواية الآتية: "وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ"، بإفراد الضمير بتأويله بالمذكور، ولأحمد: "فيهم"، وهو ظاهر، وفي رواية ثابت الآتية عند مسلم: "فدعا لي بكل خير، وكان آخر ما دعا لي أن قال: اللَّهُمَّ أكثر ماله، وولده، وبارك له فيه"، ولم يقع في هذه الرواية التصريح بما دعا له من خير الآخرة؛ لأن المال، والولد، من خير الدنيا، وكأن بعض الرواة اختصره، ووقع في الرواية الآتية من طريق الجعد عن أنس: "فدعا لي بثلاث دعوات، قد رأيت منها اثنتين في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة"، ولم يبيّنها، وهي المغفرة، كما بيَّنها سنان بن ربيعة بزيادة، وذلك فيما رواه ابن سعد بإسناد صحيح عنه، عن أنس: "قال: اللَّهُمَّ أكثر ماله، وولده، وأطل عمره، واغفر ذنبه" (٤).

زاد في الرواية الآتية: "قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ، وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوِ الْمِائَةِ الْيَوْمَ"، وفي رواية للبخاريّ: "فإني لَمِن أكثر


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٨٦.
(٢) "القاموس المحيط" ١/ ١٣٦٨.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٦٧١.
(٤) "الفتح" ١٤/ ٤١٠، كتاب "الدعوات" رقم (٦٣٧٨).