النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وإلا فلو كان من العلم ما وَسِع أنسًا كتمانه، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣٢/ ٦٣٥٨ و ٦٣٥٩](٢٤٨٢)، و (البخاريّ) في "الاستئذان"(٦٢٨٩)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"(١/ ٢٧١)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ١٠٩ و ٢١٩ و ٢٣٥)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (ومنها): بيان فضل الصحابيّ الجليل أنس بن مالك - رضي الله عنه -، حيث كان محافظًا لسرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
٢ - (ومنها): بيان فضل أم سُليم - رضي الله عنهما - ورجاحة عقلها، وحصافة رأيها، حيث حثّت ابنها على محافظة سرّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأكّدت عليه.
٣ - (ومنها): بيان شدّة حبّ أنس - رضي الله عنه - لتلميذه ثابت، حيث قال له:"والله لو حدّثت به أحدًا لحدّثتك يا ثابت".
٤ - (ومنها): بيان وجوب المحافظة على السرّ، وقال ابن بطال: الذي عليه أهل العلم أن السرّ لا يباح به إذا كان على صاحبه منه مضرّة، وأكثرهم يقول: إنه إذا مات لا يلزم من كتمانه ما كان يلزم في حياته، إلا أن يكون عليه فيه غضاضة.
قال الحافظ: الذي يظهر انقسام ذلك بعد الموت إلى ما يباح، وقد يُستحب ذِكره، ولو كرهه صاحب السرّ، كأن يكون فيه تزكية له، من كرامة، أو منقبة، أو نحو ذلك، وإلى ما يُكره مطلقًا، وقد يَحرُم، وهو الذي أشار إليه ابن بطال، وقد يجب، كأن يكون فيه ما يجب ذِكره، كحقٍّ عليه، كان يُعذَر بترك القيام به، فيرجى بَعده إذا ذُكر لمن يقوم به عنه أن يفعل ذلك. انتهى كلام الحافظ رحمه الله وهو تحقيقٌ نفيسٌ جدًّا، والله تعالى أعلم.