للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لكن أثبت الفيّوميّ: صَعِد في الجبل ثلاثيًّا على قلّة، ونصّه: وصَعِدَ في السلم، والدرجة يَصْعَدُ، من باب تَعِبَ صُعُودًا، وصَعِدْتُ السطحَ، وإليه، وصَعَّدْتُ في الجبل، بالتثقيل: إذا عَلَوْته، وصَعِدْتُ في الجبل، من باب تَعِبَ لغة قليلة. انتهى (١).

وقال في "التاج" بعد ذكر ما تقدّم عن المجد، ما نصّه: قلت: وقَرَأَ الحَسَنُ: {إِذْ تُصْعِدُونَ}، جَعَل الصُّعُودَ في الجَبَلِ كالصُّعُودِ في السُّلَّم، وقال ابن السّكّيت: يقال: صَعِدَ في الجَبَل، وأَصْعَدَ في البلاد، وقال ابن الأَعرابيّ: صَعِدَ في الجَبَل، واستشهدَ بقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: ١٠]، وقد رَجَعِ أبو زيدٍ إلى ذلك، فقال: استوْأَرَتِ الإِبِلُ: إذا نَفَرَتْ، فَصَعِدَت في الجِبَال، ذَكرَه في الهمز، وقد أَشار في "المصباح" إلى بعضٍ من ذلك. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن مما ذُكر أن قوله هنا: "فقال لي: اصْعَد" فصيحٌ تشهد له الآيتان المذكورتان، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(قَالَ) ابن سلام: (فَجَعَلْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْعَدَ خَرَرْتُ) بفتحتين، من بابي ضرب، وقعد: سقطت، (عَلَى اسْتِي) بهمزة الوصل؛ أي: دُبُري.

[فائدة]: "الاست" أحد الأسماء التي تبدأ بهمزة الوصل، وقد بيّن الخضريّ في "حاشيته" قاعدة همزة الوصل، فقال ما حاصله: همزة الوصل لا تدخل على المضارع أصلًا، ولا الحرف، سوى "أل"، ولا ماضي الثلاثيّ، والرباعيّ، ولا اسمًا غير مصدر الخماسيّ، والسداسيّ، والأسماء العشرة -يعني: المذكورة في الأبيات الآتية- و "أل" الموصولة، فجملة الأسماء اثنا عشر (٣)، لا غير. انتهى.

وقد أشار ابن مالك -رحمه الله- إلى هذا في "الخلاصة"، حيث قال:

لِلْوَصْلِ هَمْزٌ سَابِقٌ لَا يَثْبُتُ … إِلَّا إِذَا ابْتُدِي بِهِ كَ "اسْتَثْبِتُوا"


(١) "المصباح المنير" ١/ ٣٤٠.
(٢) "تاج العروس" ١/ ٢٠٧٢.
(٣) أي: هي الأسماء العشرة، بزيادة "أل" الموصولة، ومصدر الخماسيّ، والسداسيّ، صارت اثني عشر.