للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَهْوَ لِفِعْلٍ مَاضٍ احْتَوَى عَلَى … أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِةٍ نَحْوُ "انْجَلَى"

وَالأَمْرِ وَالْمَصْدَرِ مِنْهُ وَكَذَا … أَمْرُ الثُّلَاثِي كَـ "اخْشَ" و "امْضِ" و"انْفُذَا"

وَفِي اسْم اسْتٍ ابْنٍ ابْنِمٍ سُمِعْ … وَاثْنَيْنِ وَامْرِئٍ وَتَأنِيثٍ تَبِعْ

وَايْمُن هَمْزُ "أَلْ" كَذَا وَيُبْدَلُ … مَدًّا فِي الاسْتِفَهَامِ أَو يُسَهَّلُ

(قَالَ) ابن سلام: (حَتَّى فَعَلْتُ ذَلِكَ)؛ أي: محاولة الصعود، (مِرَارًا، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ بِي)؛ أي: ذهب الرجلُ (حَتَّى أَتَى بِي عَمُودًا، رَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ، وَأَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ، فِي أَعْلَاهُ حَلْقَةٌ) تقدَّم الخلاف في ضبطها بسكون اللام، أو بفتحها، (فَقَالَ لِيَ: اصْعَدْ فَوْقَ هَذا، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْعَدُ هَذا، وَرَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ؟ قَالَ: فَأَخَذَ) الرجل (بِيَدِي، فَزَجَلَ بِي) بالزاي، والجيم؛ أي: رمى بي.

وقال القرطبيّ -رحمه الله-: قوله: "فزجل بي" يُروى بالجيم، وبالحاء المهملة، فبالجيم: معناه: رمى، يقال: لعن الله أُمًّا زَجَلتْ به، والزَّجْلُ: إرسال الحمام، والمِزْجَل: الْمِزْراق (١)؛ لأنَّه يُرمى به، فأمَّا زحل: فمعناه تنحَّى، وتباعد، يقال: زحل عن مكانه زُحُولًا، وتزحَّل: تنحَّى، وتباعد، فهو زَحِلٌ، وزحيل، ورواية الجيم أَولى، وأوضح. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: ضَبْطه بالحاء المهملة أظنّه تصحيفًا؛ لأنه لا معنى له هنا، فتأمله بالإمعان، والله تعالى أعلم.

(قَالَ: فَإِذَا أَنَا مُتَعَلِّقٌ بِالْحَلْقَةِ) التي في أعلى العمود، (قَالَ: ثُمَّ ضَرَبَ الْعَمُودَ)؛ أي: ليسقط، (فَخَرَّ)؛ أي: سقط ذلك العمود، (قَالَ: وَبَقِيتُ) بكسر القاف على الأفصح، كما سبق. (مُتَعَلِّقًا بِالْحَلْقَةِ)، وفي رواية النسائيّ، وابن ماجه: "ثم عُرِضَت عليّ طريقٌ عن يميني، فسلكتها، حتى إذا انتهيت إلى جبل زَلْقٍ، فأخذ بيدي، فزَجَل بي، فإذا أنا على ذروته، فلم أتقارّ، ولم أتماسك، وإذا عمود من حديد في ذروته حلقة من ذهب، فأخذ بيدي، فزجل بي حتى أخذت بالعروة، فقال: استمسكتَ؟ قلت: نعم، فضرب العمود برجله، فاستمسكت بالعروة". (حَتَّى أَصْبَحْتُ)؛ أي: دخلت في الصباح، واستيقظت


(١) "المزراق": الرمح القصير".
(٢) "المفهم" ٦/ ٤١٥.