٢ - (أَبُوهُ) عروة بن الزبير المدنيّ الفقيه، تقدّم أيضًا قريبًا.
٣ - (عَائِشَةُ) أم المؤمنين -رضي الله عنها-، تقدّمت أيضًا قريبًا. والباقون ذُكروا قبل ثلاثة أبواب، و "أبو بكر بن أبي شيبة" هو: عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، و "أبو كريب" هو: محمد بن العلاء، و "أبو أسامة" هو: حمّاد بن أسامة.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خُماسيّات المصنّف -رحمه الله-، وأنه مسلسلٌ بالمدنيين من هشام، والباقون كوفيّون، وأن شيخه أبا كريب من التسعة الذين روى عنهم الجماعة بلا واسطة، وقد تقدّموا غير مرّة، وأن فيه رواية الابن عن أبيه، عن خالته، ورواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه عروة أحد الفقهاء السبعة، وفيه عائشة -رضي الله عنها- من المكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنْ هِشَامِ) بن عروة (عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزبير؛ (أَنَّ حَسانَ بْنَ ثَابِتٍ) -رضي الله عنه- (كَانَ مِمَّنْ كَثَّرَ) بتشديد الثاء المثلّثة: من التكثير؛ أي: أكثر في الطعن (عَلَى عَائِشَةَ) -رضي الله عنها- في قصّة الإفك على ما هو المشهور، وسيأتي ما فيه. (فَسَبَبْتُهُ)؛ أي: شتمته، وعيّرته بذلك، (فَقَالَتْ) عائشة -رضي الله عنها-: (يَا ابْنَ أُخْتِي) أسماء بنت أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنهم-، (دَعْهُ)؛ أي: اترك سبّه، (فَإِنَّهُ) الفاء تعليليّة؛ لأنه (كَانَ يُنَافِحُ)؛ أي: يدافع، ويناضل، قال في "العمدة": قوله: "كان ينافح" بكسر الفاء، بعدها حاء مهملة، ومعناه: يدافع، يقال: نافحت عن فلان؛ أي: خاصمت عنه، ويقال: نَفَحت الدابة: إذا رمحت بحوافرها، ونَفَحه بالسيف: إذا تناوله من بعيد، وأصل النفح بالمهملة: الضرب، وقيل للعطاء: نفحٌ، كأنّ الْمُعْطِيَ يضرب السائل به. انتهى (١).