للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونِيَاق (١)، وقوله: (جَعْدَةٍ) بالجرّ صفة لـ "ناقة"، ومعناها: المكتنزة اللحم (عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ) جملة في محلّ نصب على الحال أيضًا، و"الجُبّة" بضمّ الجيم، وتشديد الموحّدة: من اللباس معروفة، جمعها جُبَبٌ، مثلُ غُرْفة وغُرَف (٢)، ويُجمع أيضًا على جِبَاب (٣).

و"الصوف بالضمّ: معروفٌ، قاله في "القاموس وقال ابن سِيده: الصُّوف للغنم كالشعر للمعز، والوَبَر للإبل، والجمع أصواف، وقد يقال: الصوف للواحدة على تسمية الطائفة باسم الجميع، حكاه سيبويه، ويقال للواحدة: صوفة، وتُصغَّر على صُويفة، قاله في "التاج" (٤).

(خِطَامُ نَاقَتِه) مبتدأ خبره قوله: "خُلبة"، و"الخِطام" بكسر الخاء المعجمة، وتخفيف الطاء المهملة، جمعه خُطُمٌ، مثل كتاب وكُتُب: هو الحبل الذي يقاد به البعير، يُجعل على خَطْمه، سُمّي بذلك لأنه يَقَع على خطم البعير، وهو مقدّم الأنف والفم (٥)، وقال المجد: الخَطْمُ من الدابّة: مقدّم أنفها وفمها، قال: وخَطَمه بالخِطَام: جعله على أنفه، و"الخِطام ككتاب: ذلك المُعلَّقُ به. انتهى (٦).

(خُلْبَة) بضمّ الخاء المعجمة، وبالباء الموحّدة بينهما لام، فيها لغتان مشهورتان: الضمّ، والإسكان، حكاهما ابن السِّكّيت، والجوهريّ، وآخرون، وكذلك الخُلُب، والخُلْبُ، وهو الليف، كما فسّره هُشيم هنا.

وقوله: (وَهُوَ يُلَبِّي") جملة في محلّ نصب على الحال أيضًا، فتكون أربعة أحوال، إما مترادفة، أو متداخلة.

وفي الحديث أن التلبية في بطون الأودية من سنن المرسلين عليهم الصلاة والسلام، وأنها تتأكد عند الهبوط، كما تتأكد عند الصعود (٧)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦٣١.
(٢) "المصباح" ١/ ٨٩.
(٣) "القاموس" ص ٦٢.
(٤) "تاج العروس " ٦/ ١٦٩.
(٥) راجع: "المصباح" ١/ ١٧٤.
(٦) "القاموس المحيط" ص ٩٩٥.
(٧) "الفتح" ٣/ ٤٨٥ "كتاب الحجّ" رقم (١٥٥٦).