للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (الأَعْرَجُ) عبد الرحمن بن هُرْمُز، أبو داود المدنيّ، مولى ربيعة بن الحارث، ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ [٣] (ت ١١٧) (ع) تقدم في "الإيمان" ٢٣/ ١٩٢.

والباقون ذُكروا في الباب، والبابين قبله.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من خماسيّات المصنّف -رحمه الله-، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- أحفظ من روى الحديث في دهره.

شرح الحديث:

(عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمد بن مسلم (عَنِ الأَعْرَجِ) عبد الرحمن بن هُرْمُز.

[تنبيه]: اختُلف في إسناد هذا الحديث على الزهريّ، فرواه ابن عيينة عنه هكذا، ووافقه مالك، وإبراهيم بن سعد، ورواه شعيب عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيِّب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي هريرة، وتابعه يونس بن يزيد، والإسنادان جميعًا محفوظان، صححهما الشيخان، قاله في "الفتح" (١).

(قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ)؛ أي: رواية الحديث (عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) زاد في رواية: "ويقولون: ما للمهاجرين والأنصار لا يحدّثون مثل أحاديثه"، وبه تبيّن الحكمة في ذِكره المهاجرين والأنصار بعده، ووَضْعه المُظهَر موضع المضمَر على طريق الحكاية حيث قال: "إن أبا هريرة يُكثر"، ولم يقل: إني أكثرت (٢). (وَاللهُ الْمَوْعِدُ) -بفتح الميم- وفيه حذف، تقديره: وعند الله الموعد؛ لأن الموعد إما مصدر، وإما ظرف زمان، أو ظرف مكان، وكل ذلك لا يخبَر به عن الله تعالى، ومراده: أن الله تعالى يحاسبني، إن تعمّدت كذبًا، ويحاسب مَن ظَنّ بي ظنّ السوء (٣).


(١) "الفتح" ١/ ٣٧٣، كتاب "العلم" رقم (١١٨).
(٢) "الفتح" ١/ ٣٧٤، كتاب "العلم" رقم (١١٨).
(٣) "الفتح" ٦/ ١٥١، كتاب "الحرث والمزارعة" رقم (٢٣٥٠).