للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "وهو غريب" تقدّم أن الصواب: شغله ثلاثيًّا، وأما أشغله رباعيًّا فغير صحيح؛ إذلم يُثبته المحقّقون من أهل اللغة، فلا ينبغي الالتفات إليه، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(الصَّفْقُ) بالصاد المهملة: كناية عن التبايع، وكانوا يُصَفِّقون بالأيدي من المتبايعين بعضها على بعض.

وقال في "العمدة": قوله: "الصفق": كذا في رواية أبي ذرّ، وعند غيره "سَفْق" بالسين، وقال الخليل: كلُّ صاد تجيء قبل الفاء، وكل سين تجيء بعد القاف، فللعرب فيه لغتان: سين وصاد، ولا يبالون اتَّصَلت، أو انفَصَلت، بعد أن تكونا في كلمة، إلا أن الصاد في بعضٍ أحسنُ، والسين في بعضٍ أحسنُ.

وقال الخطابيّ: وكانوا إذا تبايعوا تصافقوا بالأكفّ، إمارة لانتزاع البيع، وذلك أن الأملاك إنما تضاف إلى الأيدي، والقبوض تبعٌ لها، فإذا تصافقت الأكف انتقلت الأملاك، واستقرت كل يد منها على ما صار لكل واحد منهما من مُلك صاحبه. انتهى (١).

(بِالأَسْوَاقِ) بفتح الهمزة: جمع سُوق، بالضمّ، قال النوويّ -رَحِمَهُ الله-: السوق مؤنثة، وتُذكّر، سُمّيت به؛ لقيام الناس فيها على سُوقهم. انتهى (٢).

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ الله-: السوق: يُذكّر، ويؤنّثُ، وقال أبو إسحاق: السوق التي يُباع فيها مؤنّثةٌ، وهو أفصح، وأصحّ، وتصغيرها سُويقةٌ، والتذكير خطأٌ؛ لأنه قيل: سُوقٌ نافقةٌ، ولم يُسمع نافقٌ بغير هاء، والنسبة إليها سُوقيّ، على لفظها. انتهى (٣).

(وَكَانَتِ الأَنْصَارُ)؛ أي: أنصار النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهم قبيلتا الأوس والخزرج، (يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ)؛ أي: على مزارعهم؛ لأنهم كانوا أصحاب زرع، والمال وإن كان عامًّا، لكنه قد يُخَصّ بنوع منه، ولم يكن للأنصار إلا المزارع (٤).

وفي رواية يونس: "وإن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أرضهم"، وفي رواية شعيب: "عمل أموالهم"، وزاد في رواية يونس: "فيشهد إذا غابوا، ويحفظ إذا نَسُوا"، وفي رواية شعيب: "وكنت امرءًا مسكينًا من مساكين الصُّفّة أعي حيث يَنْسَون".


(١) "عمدة القاري" ١١/ ١٦٢.
(٢) "شرح النوويّ" ١٦/ ٥٤.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٢٩٦.
(٤) "عمدة القاري" ٢٥/ ٦٩.