للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب.

وقوله: (كِلَاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ) ضمير التثنية لمالك، ومعمر؛ يعني: أنهما رويا عن الزهريّ كرواية سفيان بن عيينة عنه، بإسناده؛ أي: عن الأعرج، عن أبي هريرة.

[تنبيه]: رواية مالك عن الزهريّ ساقها البخاريّ -رَحِمَهُ الله- في "صحيحه"، فقال:

(١١٨) - حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدّثني مالك، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدّثت حديثًا، ثم يتلو: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} -إلى قوله-: {الرَّحِيمُ} [البقرة: ١٥٩، ١٦٠] إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون. انتهى (١).

وأما رواية معمر عن الزهري، فقد ساقها أحمد -رَحِمَهُ الله- في "مسنده"، فقال:

(٧٦٩١) - حدّثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهريّ، عن الأعرج، قال: قال أبو هريرة: إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والله الموعد، إنكم تقولون: ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذه الأحاديث؟ وما بال الأنصار، لا يحدثون بهذه الأحاديث؟ وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أَرَضُوهم، والقيام عليها، وإني كنت امرءًا معتكفًا، وكنت أُكثر مجالسة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حدّثنا يومًا، فقال: "من يبسط ثوبه حتى أفرغ من حديثي، ثم يقبضه إليه، فإنه ليس ينسى شيئًا سمعه مني أبدًا"، فبسطت ثوبي -أو قال: نمِرتي- ثم قبضته إليّ، فوالله ما نسيت شيئًا سمعته منه، وايم الله لولا آية في كتاب الله، ما


(١) "صحيح البخاريّ " ١/ ٥٥.