زهدهم، مع أن الأفضلية معناها: أكثرية الثواب عند الله تعالى، وأسبابه لا تنحصر في أخذ العلم ونحوه، وقد يكون بإعلاء كلمة الله ونحوه، كذا قيل. والأحسن أن يقال: لا تستلزم الأفضليةُ في نوعٍ الأفضليةَ في كل الأنواع، فافهم. انتهى (١).
٣ - (ومنها): بيان معجزة واضحة للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعَلَم من علامات النبوة؛ لأن النسيان من لوازم الإنسان، وقد اعترف أبو هريرة -رضي الله عنه- بأنه كان يَكثُر منه، ثم تخلَّف عنه ببركة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وفي "المستدرك" للحاكم من حديث زيد بن ثابت: "قال: كنت أنا وأبو هريرة وآخر عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ادعوا، فدعوت أنا، وصاحبيَّ، وأَمّن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم دعا أبو هريرة، فقال: اللَّهُمَّ إني أسألك مثل ما سألك صاحباي، وأسألك علمًا لا يُنْسَى، فأمَّن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: ونحن كذلك يا رسول الله، فقال: سبقكما الغلام الدوسيّ".
٤ - (ومنها): الحرص على التعلم، وإيثار طلبه على طلب المال، والله تعالى أعلم.
١ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ) بن بَرْمَك البرمكيّ، أبو محمد، نشأ بالبصرة، ثم سكن بغداد، ثقةٌ [١١](م د) تقدم في "قتل الحيّات" ٤/ ٥٨٤٠.
٢ - (مَعْنُ) بن عيسى بن يحيى الأشجعيّ مولاهم، أبو يحيى المدنيّ القَزّاز، ثقةٌ ثبتٌ، قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك، من كبار [١٠](ت ١٩٨)(ع) تقدم في "الطهارة" ٧/ ٥٦٣.
٣ - (مَالِكُ) بن أنس، إمام دار الهجرة، تقدّم قبل بابين.