للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، وَهُوَ)؛ أي: عبيد الله (كَاتِبُ عَلِيّ) بن أبي طالب. (قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا -رضي الله عنه-، وَهُوَ يَقُولُ) جملة حاليّة من "عليًّا"، (بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَا، وَالزُّبَيْرَ، وَالْمِقْدَادَ، فَقَالَ: "ائْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ) بخاءين معجمتين، بينهما ألف، وقال السهيليّ: كان هُشيم يصحّفها، فيقول: خاج، بخاء وجيم، وذكر البخاريّ أن أبا عوانة كان يقولها كما يقول هشيم، وذكر ياقوت مائة وثلاثين روضة في بلاد العرب، منها روضة خاخ، وهو موضع بين مكة والمدينة (١).

وقال النوويّ -رحمه الله-: "روضة خاخ" هي بخاءين معجمتين، هذا هو الصواب الذي قاله العلماء كافّةً في جميع الطوائف، وفي جميع الروايات، والكتب، ووقع في البخاريّ من رواية أبي عوانة: "حاج" بحاء مهملة، والجيم، واتفق العلماء على أنه من غَلَط أبي عوانة، وإنما اشتبه عليه بـ "ذات حاج" بالمهملة، والجيم، وهي موضع بين المدينة والشام على طريق الحجيج، وأما روضة خاخ فبين مكة والمدينة، بقرب المدينة، قال صاحب "المطالع": وقال الصائديّ: هي بقرب مكة، والصواب الأول. انتهى (٢).

(فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً) قال النوويّ -رحمه الله-: "الظعينة" هنا الجارية، وأصلها الهودج، وسُمِّيت بها الجارية؛ لأنها تكون فيه، واسم هذه الظعينة: سارة، مولاة لعمران بن أبي صيفيّ القرشيّ. انتهى (٣).

وقال في "الفتح": "الظعينة" بظاء معجمة وزن عظيمة، فعيلة بمعنى فاعلة، من الظعن، وهو الرحيل، وقيل: سمّيت ظعينة؛ لأنها تركب الظعين التي تَظْعَن براكبها، وقال الخطابيّ: سمِّيت ظعينة؛ لأنها تظعن مع زوجها، ولا يقال لها ظعينة إلا إذا كانت في الهودج، وقيل: إنه اسم الهودج، سمِّيت المرأة لركوبها فيه، ثم توسعوا، فأطلقوه على المرأة، ولو لم تكن في هودج، وذكر ابن إسحاق أن اسمها سارة، والواقديّ أن اسمها كنود، وفي رواية: سارة، وفي أخرى: أم سارة، وذكر الواقديّ أن حاطبًا جعل لها عشرة دنانير


(١) "عمدة القاري" ١٤/ ٢٥٤.
(٢) "شرح النوويّ" ١٦/ ٥٥.
(٣) "شرح النوويّ" ١٦/ ٥٥.