للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على ذلك، وقيل: دينارًا واحدًا، وقيل: إنها كانت مولاة العباس (١)، وذكر الواقديّ أنها من مُزَينة، وأنها من أهل العَرَج -بفتح الراء، بعدها جيم- يعني: قرية بين مكة والمدينة، وذكر الثعلبي ومن تبعه أنها كانت مولاة أبي صيفيّ بن عمرو بن هاشم بن عبد مناف، وقيل: عمران بدل عمرو، وقيل: مولاة بني أسد بن عبد العزى، وقيل: كانت من موالي العباس، وفي حديث أنس عند ابن مروديه أنها مولاة لقريش، وفي تفسير مقاتل بن حبان أن حاطبًا أعطاها عشرة دنانير، وكساها بُرْدًا، وعند الواحدي أنها قَدِمت المدينة، فقال لها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "جئت مسلمة؟ " قالت: لا، ولكن احتجت، قال: "فأين أنت عن شباب قريش؟ " وكانت مغنيةً، قالت: ما طُلب مني بعد وقعة بدر شيء من ذلك، فكساها، وحَمَلها، فأتاها حاطب، فكتب معها كتابًا إلى أهل مكة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يغزو، فخذوا حذركم. وفي حديث عبد الرحمن بن حاطب: فكتب حاطب إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم، وعند أبي يعلى، والطبريّ من طريق الحارث بن عليّ: لمّا أراد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يغزو مكة أسرّ إلى ناس من أصحابه ذلك، وأفشى في الناس أنه يريد غير مكة، فسمعه حاطب بن أبي بلتعة، فكتب حاطب إلى أهل مكة بذلك، وذكر الواقديّ أنه كان في كتابه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَذَّن في الناس بالغزو، ولا أراه إلا يريدكم، وقد أحببت أن يكون إنذاري لكم بكتابي إليكم. انتهى (٢).

وقال في "العمدة": "الظعينة": بفتح الظاء المعجمة، وكسر العين المهملة، وسكون الياء، آخر الحروف، وفتح النون: هي المرأة في الهودج، ولا يقال: ظعينة إلا وهي كذلك؛ لأنها تظعن بارتحال الزوج، وقيل: أصلها الهودج، وسمّيت به المرأة؛ لأنها تكون فيه، وقال ابن فارس: الظعينة: المرأة، وهو من باب الاستعارة، وأما الظعائن: فالهوادج، كانت فيها نساء، أو لم تكن.

وكان اسمها سارة، وقيل: أم سارة، وقيل: كنود، مولاة لقريش، وقيل:


(١) "الفتح" ٩/ ٣٨٣، كتاب "المغازي" رقم (٤٢٧٤).
(٢) "الفتح" ١٦/ ٢٠٢ - ٢٠٣، كتاب "الاستئذان" رقم (٦٩٣٩).