للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واستحملها كتابًا إلى أهل مكة، نُسخته: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة: اعلموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريدكم، فخذوا حذركم.

وقال السهيليّ: الكتاب: أما بعد، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد توجه إليكم في جيش كالليل، يسير كالسيل، وأُقسم بالله لو لم يَسِرْ إليكم إلا وحده لأظفره الله بكم، وأنجز له بوعده فيكم، فإن الله وليّه وناصره.

وفي "تفسير ابن سلام" أن فيه: أن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نفر إما إليكم، وإما إلى غيركم، فعليكم الحذر، وقيل: كان فيه أنه آذن في الناس بالغزو، ولا أراه يريد غيركم، فقد أحببت أن يكون لي عندكم يدٌ بكتابي إليكم (١).

(مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا"، فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى) بفتح التاء؛ أي: تجري، قاله النوويّ (٢).

وقال في "العمدة": "تعادى" بلفظ الماضي؛ أي: تَباعَدَ، وتَجَارَى وبالمضارع بحذف إحدى التاءين. (بِنَا خَيْلُنَا) قال الفيّوميّ -رحمه اللهُ-: الخَيْلُ معروفةٌ، وهي مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها، والجمع: خيول، قال بعضهم: وتُطلق الخَيْلُ على العِراب، وعلى الْبَرَاذِين، وعلى الْفُرْسان، وسميّت خَيْلًا؛ لاختيالها، وهو إعجابها بنفسها مَرَحًا، ومنه يقال: اخْتَالَ الرجلُ، وبه خَيَلاءُ، وهو الكِبْر، والإعجاب. انتهى (٣).

وقوله: (فَإِذَا) هي الفجائيّة، (نَحْنُ بِالْمَرْأَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ) "أل" للعهد الحضوريّ؛ أي: الكتاب الذي معك من حاطب بن أبي بلتعة، (فَقَالَتْ: مَا مَعِيَ كِتَابٌ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ، أَو لَتُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ) وفي بعض النسخ: "أو لنلقيَنّ الثِّيَابَ" بنون المتكلّم، قال في "العمدة": قوله: "أو لتلقين الثياب" قال ابن التين: صوابه في العربية بحذف الياء، قلت: القياس ما قاله، لكن صحت الرواية بالياء، فتُأوَّل الكسرة بأنها لمشاكَلَة: "لتخرجِنّ"، وباب المشاكلة واسع، فيجوز كسر الياء، وفتحها، فالفتحة بالحمل على المؤنث الغائب، على


(١) "عمدة القاري" ١٤/ ٢٥٤ - ٢٥٥.
(٢) "شرح النوويّ" ١٦/ ٥٦.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٨٦.