للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَهُوَ، فَاخْتَلَفْنَا أَنَا وَهُوَ ضَرْبَتَيْنِ، فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ، فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي عَامِرٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ اللهَ قَدْ قَتَلَ صَاحِبَكَ، قَالَ: فَانْزعْ هَذَا السَّهْمَ، فَنَزَعْتُهُ، فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ)؛ أي: انصبّ الماء من موضع السهم، وقال القرطبيّ؛ أي: خرج الماء بسرعة إثر خروج السهم، وأصل النزو: الارتفاع والوثب. انتهى (١).

(فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي) هذا أيضًا يردّ ما تقدّم عن ابن إسحاق أنه ابن عمّه، قال في "الفتح": ويَحْتَمِل إن كان ضَبَطه أن يكون قال له ذلك؛ لكونه كان أسنّ منه. (انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ أَبُو عَامِرٍ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: وَاسْتَعْمَلَنِي أَبُو عَامِرِ عَلَى النَّاسِ، وَمَكَثَ يَسِيرًا، ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ) وفي رواية ابن عائذ: "فلما رآني رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، معي اللواء، قال: "يا أبا موسى قُتل أبو عامر؟ ". (وَهُوَ فِي بَيْتٍ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ) براء مهملة، ثم ميم ثقيلة؛ أي: معمول بالرِّمَال، وهي حِبَال الحصر التي تُضَفَّر بها الأسرّة.

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "فوجدته على حصير مُرْمل. . . إلخ" صحيح الرواية فيه: مُرْمَل بضم الميم الأولى، مُسكَّن الراء، مفتوح الميم الثانية، وهو من أرملت الحصيرَ؛ أي: شققته ونسجته بشريط، أو غيره، قال الشاعر [من الكامل]:

إِذْ لَا يَزالُ عَلَى طَرِيقٍ لَاحِب … وَكَأَنَّ صَفحَتَه حَصِيرٌ مُرْمَلُ

ويقال: رملت الحصير أيضًا -ثلاثيًّا-، ورمال الحصير: هو ما يؤثر منه في جنب المضطجع عليه. انتهى (٢).

(وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ) قال ابن التين: أنكره الشيخ أبو الحسن، وقال: الصواب: "ما عليه فراش"، فسقطت"ما". انتهى.

وتعقّبه الحافظ، فقال: وهو إنكار عجيب، فلا يلزم من كونه رَقَد على غير فراش، كما في قصة عمر أن لا يكون على سريره دائمًا فراش. انتهى (٣).

وقال القرطبيّ: قوله: "وعليه فراش" كذا صحَّت الرواية بإثبات الفراش، وقال القابسيّ: الذي أعرف: وما عليه فراش.


(١) "المفهم" ٦/ ٤٤٩.
(٢) "المفهم" ٦/ ٤٤٩.
(٣) "الفتح" ٩/ ٤٤٨ - ٤٤٩، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٢٣).