للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يعرف محل نزول الأشعريين في الليل برفع أصواتهم في قراءة القرآن، وإن لَمْ يرهم في النهار حين ينزلون تلك المنازل، والله تعالى أعلم.

(وَمِنْهُمْ)؛ أي: من الرفقة الأشعريين، (حَكِيمٌ) قال القاضي عياض: قال أبو عليّ الصَّدَفيّ: هو صفة لرجل منهم، وقال أبو عليّ الجيانيّ: هو اسم عَلَمٌ على رَجُل من الأشعريين، واستدركه على صاحب "الاستيعاب"، قاله في "الفتح".

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "ومنهم حكيم. . . إلخ" حكيم: بمعنى مُحْكِم، ويعني به هنا: أنه مُحْكِم لأمور الفروسية والشجاعة، ولذلك سبق قومه إلى العدو، كما فعل النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين ركب فرس أبي طلحة، واستبرأ خبر العدو، ثم رجع، فلقي أصحابه خارجين، فأخبرهم بأنهم لا رَوْع عليهم، وقد يجوز أن يكون ذلك الحكيم هو أبا موسى، أو أبا عامر، ويكون النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال هذا قبل قَتْله، والله تعالى أعلم. انتهى (١).

(إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ، أَوْ) للشكّ من الراوي، (قَالَ) إذا لقي (الْعَدُوَّ، قَالَ لَهُمْ)؛ أي: للعدوّ، وإنما جَمَع الضمير؛ لأنَّ العدوّ يُطلق على الواحد، والجمع، قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ-: العَدُوُّ: خلاف الصَّدِيق الموالي، والجمع: أَعْدَاءٌ، وعِدًى، بالكسر، والقصر، قالوا: ولا نظير له في النعوت؛ لأن باب فِعَل وزانُ عنب مختصّ بالأسماء، ولم يأت منه في الصفات إلا قوم عِدّي، وضمّ العين لغة، ومثله سِوي، وسُوي، وطِوي، وطُوي، وتثبت الهاء مع الضم، فيقال: عُدَاةٌ، ويُجمع الأَعْدَاءُ على الأَعَادِي، وقال في "مختصر العين": يقع العَدُوُّ بلفظ واحد على الواحد المذكّر، والمؤنث، والمجموع، قال أبو زيد: سمعت بعض بني عُقيل يقولون: هنّ وليات الله، وعَدُوَّاتُ الله، وأولياؤه، وأَعْدَاؤُهُ، قال الأزهريّ: إذا أُرِيدَ الصفة قيل: عدوَّةٌ. انتهى (٢).

(إِنَّ أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ")؛ أي: تنتظروهم، من الانتظار، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم"؛ أي: تنتظروهم، ومنه قوله تعالى: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: ١٣]، قال


(١) "المفهم" ٦/ ٤٥١ - ٤٥٢.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٣٩٨.