للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، وَلَا يُقَاعِدُونَهُ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا نَبِيَّ اللهِ، ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ، قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ، وَأَجْمَلُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، أُزَوِّجُكَهَا، قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ، قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ، كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ أبُو زُمَيْلٍ: وَلَوْلَا أَنَّهُ طَلَبَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أَعْطَاهُ ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُسْئَلُ شَيْئًا إِلَّا قَالَ: "نَعَمْ").

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ) أبو الفضل البصريّ، ثقةٌ حافظٌ، من كبار [١١] (ت ٢٤٠) (خت م ٤) تقدم في "الإيمان" ٣٤/ ٢٤١.

٢ - (أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيُّ) (١) نزيل مكة، مقبول [١١] (ت ٢٥٥) (م) من أفراد المصنّف تقدم في "الصلاة" ١١/ ٨٨٦.

٣ - (النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ) هو: النضر بن محمد بن موسى الْجُرَشيّ -بالجيم المضمومة، والشين المعجمة- أبو محمد، مولى بني أمية، ثقةٌ، له أفراد [٩] (خ م د ت ق) تقدم في "الإيمان" ٣٤/ ٢٤١.

٤ - (عِكْرِمَةُ) بن عَمّار العجليّ اليماميّ، تقدّم قريبًا.

٥ - (أَبُو زُمَيْلٍ) -بالزاي مصغرًا- سِمَاك بن الوليد الحنفيّ اليماميّ، ثم الكوفيّ، ثقةٌ (٢) [٣] (خ م ٤) تقدم في "الإيمان" ٣٤/ ٢٤١.

٦ - (ابْنُ عَبَّاسٍ) عبد الله الحبر البحر -رضي الله عنهما-، تقدّم قريبًا.

شرح الحديث:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-؛ أنه (قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ،


(١) بفتح الميم، وسكون العين، وكسر القاف: نسبة إلى ناحية باليمن.
(٢) هذا أَولى من قوله في "التقريب": لا بأس به؛ لأن ابن عبد البرّ قال: أجمعوا على أنه ثقةٌ، ووثّقه أحمد، وابن معين، وغيرهما. راجع ترجمته في: "تهذيب التهذيب".