للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي الجزء الرابع من فوائد أبي سهل بن زياد القطان، من طريق سعدان بن الوليد، عن عطاء، عن ابن عباس: بينما رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جالس، وأسماء بنت عميس قريبة منه، إذ قال: "يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب، قد مَرّ مع جبرائيل وميكائيل، فردّي عليه السلام. . ." الحديث، وفيه: "فعوّضه الله من يديه جناحين يطير بهما حيث شاء".

وقال ابن إسحاق في "المغازي": حدّثني عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لمّا أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحزن.

وقال حسان بن ثابت لمّا بلغة قتل عبد الله بن رواحة، يرثي أهل مؤتة من قصيدة [من الطويل]:

رَأَيْتُ خِيَارَ الْمُؤمِنِينَ تَوَارَدُوا … شُعُوبًا وَقَدْ خُلِّفْتُ فِيمَنْ يُؤَخَّرُ

فَلَا يُبْعِدَنّ اللهُ قَتْلَى تَتَابَعُوا … بِمُؤْتَةَ مِنْهُمْ ذُو الْجَنَاحَيْنِ جَعْفَرُ

وَزَيْدٌ وَعَبْدُ اللهِ حَينَ تَتَابَعُوا … جَمِيعًا وَأَسْبَابُ الْمَنِيَّةِ تَخْطُرُ

ويقول فيها:

وَكُنَّا نَرَى فِي جَعْفَرٍ مِنْ مُحَمَّدٍ … وَفَاءً وَأَمْرًا حَازِمًا حَيْثُ يُؤْمَرُ

فَلَا زَالَ فِي الإِسْلَامِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ … دَعَائِمُ عِزٍّ لَا تَزُولُ وَمَفْخَرُ (١).

وأما أسماءُ: فهي بنت عميس بن مَعْد -بوزن سَعْد، أوله ميم، قيّده ابن حبيب، ووقع في "الاستيعاب": مَعَد، بفتح العين، وتُعُقِّب- ابن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن غانم بن معاوية بن زيد الخثعمية، وقيل: عميس هو ابن النعمان بن كعب، والباقي سواء، كانت أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأمها، وأخت جماعة من الصحابيات لأب، أو أم، أو لأب وأم، يقال: إن عدّتهنّ تسع، وقيل: عشر لأم، وست لأم وأب، وأمها خولة بنت عوف بن زهير، ووقع عند أبي عمر هند بدل خولة، قال أبو عمر: كانت من المهاجرات إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له هناك أولاده، فلما قُتل جعفر تزوجها أبو بكر،


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ١/ ٤٨٥ - ٤٨٧.