للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طعامه، قال الفيّوميّ -رحمه الله-: العُرْسُ بالضم: الزِّفَاف، ويُذَكَّر، ويؤنَّث، فيقال: هو العُرْسُ، والجمع: أَعْرَاسٌ، مثلُ قُفْل وأَقْفَال، وهي العُرْسُ، والجمع: عُرْسَاتٌ، ومنهم من يقتصر على إيراد التأنيث، والعُرْسُ أيضًا: طعامُ الزِّفَاف، وهو مذكَّرٌ؛ لأنه اسم للطعام. انتهى (١).

(فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مُمْثِلًا) قال في "العمدة": هو بضم الميم الأولى، وفتح الثانية، وكسر الثاء المثلثة المشدّدة، من باب التفعيل؛ أي: منتصبًا قائمًا، قال ابن التين: كذا وقع رباعيًّا، والذي ذكره أهل اللغة: مَثُلَ الرجلُ بفتح الميم، وضم المثلثة، مُثُولًا: إذا انتصب قائمًا، ثلاثيّ. انتهى.

وتعقّبه العينيّ، فقال: كأن غرضه الإنكار على الذي وقع هنا، وليس بموجَّه؛ لأن "مُمَثِّلًا" معناه هنا: مُكَلِّفًا نفسه ذلك، وطالبًا ذلك، فلذلك عَدَّى فِعله، وأما مَثُل الذي هو ثلاثيّ، فهو لازم غير متعدّ، قال: وفي رواية "النكاح": "مُمْتَنًّا" بفتح التاء المثناة، من فوقُ، وبالنون، من المنّة؛ أي: متفضلًا عليهم. انتهى (٢).

وقال في "الفتح" بعد نقل كلام ابن التين المذكور ما نصّه: وفي رواية تأتي في "النكاح": "مُمَثِّلًا" بالتشديد؛ أي: مكَلِّفًا نفسه ذلك، فلذلك عُدِّي فِعله، قاله عياض، ووقع في "النكاح" بلفظ: "مُمْتِنًا" بضم أوله، وسكون ثانية، وكسر المثناة، بعدها نون؛ أي: طويلًا، أو هو من الْمِنّة؛ أي: عليهم، فيكون بالتشديد. انتهى (٣).

وقال في "كتاب النكاح": قوله: "فقام مُمْتَنًّا" بضم الميم، بعدها ميم ساكنة، ومثناة مفتوحة، ونون ثقيلة، بعدها ألف؛ أي: قام قيامًا قويًّا، مأخوذ من الْمُنَّة، بضم الميم، وهي القوّة؛ أي: قام إليهم مسرعًا، مشتدًّا في ذلك، فَرَحًا بهم.

وقال أبو مروان بن سراج، ورجحه القرطبيّ أنه من الامتنان؛ لأن من قام له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأكرمه بذلك، فقد امْتَنّ عليه بشيء لا أعظم منه، قال: ويؤيده قوله بعد ذلك: "أنتم أحبّ الناس إليّ".


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٠٢.
(٢) "عمدة القاري" ١٦/ ٢٥٨.
(٣) "الفتح" ٨/ ٤٨٨، كتاب "مناقب الأنصار" رقم (٣٧٨٥).