للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:

[٦٤٢٩] (٢٥٢٤) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَدِمَ الطُّفَيْلُ، وَأَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ دَوْسًا قَدْ كَفَرَتْ، وَأَبَتْ، فَادْعُ اللهَ عَلَيْهَا، فَقِيلَ: هَلَكَتْ دَوْسٌ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا، وَائْتِ بِهِمْ").

رجال هذا الإسناد: خمسة:

وكلّهم ذُكروا في الباب الماضي.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-؛ أنه (قَالَ: قَدِمَ الطُّفَيْلُ)؛ أي: ابن طَرِيف بن العاص بن ثعلبة بن سُليم بن فَهْم بن غَنْم بن دَوْس، كان يقال له: ذو النور، آخره راء؛ لأنه لمّا أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأسلم بعثه إلى قومه، فقال: اجعل لي آية، فقال: "اللَّهُمَّ نَوِّر له"، فسطع نور بين عينيه، فقال: يا رب أخاف أن يقولوا: إنه مُثْلَةٌ، فتحول إلى طَرَف سوطه، وكان يضيء في الليلة المظلمة، ذكره هشام بن الكلبيّ في قصة طويلة، وفيها أنه دعا قومه إلى الإسلام، فأسلم أبوه، ولم تُسلم أمه، وأجابه أبو هريرة وحده، وهذا يدلّ على تقدّم إسلامه، وقد جزم ابن أبي حاتم بأنه قَدِم مع أبي هريرة بخيبر، وكأنها قَدمته الثانية، قاله في "الفتح" (١).

(وَأَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ دَوْسًا قَدْ كَفَرَتْ، وَأَبَتْ) هكذا وقع عند مسلم بلفظ: "قد كفرت، وأبت"، ووقع عند البخاريّ بلفظ: "هلكت"، قال في "العمدة": ادَّعى الداوديّ أن قوله: "هلكت" ليس بمحفوظ، وإنما قال: "عصت، وأبت". انتهى (٢).

(فَادْعُ اللهَ عَلَيْهَا)؛ أي: لتهلك بسبب إبائها، (فَقِيلَ)؛ أي: قال الحاضرون للقصّة، ولم يسمّ أحد منهم: (هَلَكَتْ دَوْسٌ)؛ أي: لأنه -صلى الله عليه وسلم- سيدعو


(١) "الفتح" ٩/ ٥٤١، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٩٢).
(٢) "عمدة القاري" ١٨/ ٣٤.