للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"وكانت على عائشة نسمة من بني إسماعيل، فقَدِم سبي خولان، فقالت عائشة: يا رسول الله أبتاع منهم؟ قال: لا، فلما قَدِم سبي بني العنبر، قال: ابتاعي، فإنهم ولد إسماعيل"، ووقع عند أبي عوانة من طريق الشعبيّ عن أبي هريرة أيضًا: "وجيء بسبي بني العنبر". انتهى، وبنو العنبر بطن شهير أيضًا من بني تميم، يُنسبون إلى العنبر، وهو بلفظ الطِّيب المعروف، ابن عمرو بن تميم (١).

[تنبيه]: قال الحافظ -رحمه الله-: وقع في نسخة "الصحيحين": سَبِيّة بوزن فَعِيلة مفتوح الأول من السبي، أو من السباء، قال: ولم أقف على اسمها، لكن عند الإسماعيليّ من طريق هارون بن معروف، عن جرير: "نَسَمَةٌ" -بفتح النون، والمهملة- أي: نفس، وله من رواية أبي معمر: "وكانت على عائشة نسمة من بني إسماعيل"، وفي رواية الشعبي المذكورة عند أبي عوانة: "وكان على عائشة مُحَرَّر"، وبَيَّن الطبراني في "الأوسط" في رواية الشعبي المذكورة المراد بالذي كان عليها، وأنه كان نذرًا، ولفظه: "نذرت عائشة أن تُعتق مُحَرَّرًا من بني إسماعيل"، وله في "الكبير" من حديث دُرَيح، وهو بمهملات مصغرًا ابن ذؤيب بن شُعْثُم -بضم المعجمة، والمثلثة، بينهما عين مهملة- الْعَنْبَريّ: "أن عائشة قالت: يا نبي الله إني نذرت عتيقًا من ولد إسماعيل، فقال لها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "اصبري حتى يجيء فيء بني العنبر غدًا"، فجاء فيء بني العنبر، فقال لها: "خذي منهم أربعة"، فأخذت رُديحًا، وزُبيبًا، وزُخيًا، وسمرة". انتهى (٢).

فأما "رُديح" فهو المذكور، وأما زُبيب فهو بالزاي، والموحدة، مصغرًا أيضًا، وضَبَطه العسكريّ بنون، ثم موحّدة، وهو ابن ثعلبة بن عمرو، و"زُخيّ" بالزاي، والخاء المعجمة، وتشديد الياء، مصغَّرًا أيضًا، وضبطه ابن عون بالراء أوله، و"سمرة" هو ابن عمرو بن قُرْط -بضم القاف، وسكون الراء-، قال في الحديث المذكور: "فمسح النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رؤوسهم، وبَرَّك عليهم، ثم قال: يا عائشة هؤلاء من بني إسماعيل قصدًا". انتهى (٣).

والذي تعيَّن لِعِتْق عائشة -رضي الله عنها- من هؤلاء الأربعة، إما رُديح، وإما زُخَيّ، ففي


(١) "الفتح" ٦/ ٣٧٥، كتاب "العتق" رقم (٢٥٤٣).
(٢) "عمدة القاري" ١٣/ ١٠٥.
(٣) "عمدة القاري" ١٣/ ١٠٥.