للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هم فيه، فَوعَظهم بقِصَر أعمارهم، وأعلمهم أن أعمارهم ليست كأعمار من تقدم من الأمم؛ ليجتهدوا في العبادة. انتهى (١).

وقال النوويّ: المراد: أن كل من كان تلك الليلة على الأرض لا يعيش بعد هذه الليلة أكثر من مائة سنة، سواء قلّ عمره قبل ذلك أم لا، وليس فيه نفي حياة أحد يولد بعد تلك الليلة مائة سنة. انتهى (٢).

(قَالَ ابْنُ عُمَرَ) -رضي الله عنهما -: (فَوَهَلَ النَّاسُ) قال الجوهريّ: وَهَل من الشيء، وعن الشيء: إذا غَلِط فيه، ووهَل إليه بالفتح: إذا ذهب وَهْمه إليه، وهو يريد غيره، مثل وَهِم، وقال الخطابيّ: أي: توهَّموا، وغَلِطوا في التأويل (٣).

وقال النوويّ: معناه: غَلِطُوا، يقال: وَهَل -بفتح الهاء - يَهِل - بكسرها - وَهْلًا -بسكونها -، مثل ضرب يضرب ضربًا؛ أي: غَلِط، وذهب وَهْمه إلى خلاف الصواب، وأما وَهِلت -بكسرها - أَوْهَل -بالفتح - وهَلًا -بالتحريك أيضًا، كحَذِرت أحذَر حَذَرًا، فمعناه: فَزِعتُ، والوهل - بالفتح: الفزع، وضَبَطه النوويّ بالتحريك، وقال: الوهل بالتحريك معناه الوهم، والاعتقاد، وأما صاحب "النهاية"، فجزم أنه بالسكون (٤).

وقال الفيّوميّ رحمه الله: وَهِلَ وَهَلًا، فهو وَهِلٌ، من باب تَعِب: فَزِع، ويتعدى بالتضعيف، فيقال: وَهَّلْتُهُ، والوَهْلَةُ: الفزعة، ووَهِلَ عن الشيء، وفيه وَهَلًا، من باب تَعِب أيضًا: غَلِط فيه، ووَهَلْتَ إليه وَهْلًا، من باب وَعَدَ: ذهب وَهْمُك إليه، وأنت تريد غيره، مثل وَهَمْتُ، ولقيته أوّلَ وَهْلَةِ: أي: أول كل شيء. انتهى (٥).

وقال القرطبيّ رحمه الله: الرواية الصحيحة: وَهَل -بفتح الهاء - قال أبو عبيد: يريد: غَلِط، يقال: وَهَل إلى الشيء يَهِل، ووَهَمَ إلى الشيء يَهِم، وَهْلًا، ووَهْمًا. قال أبو زيد: وَهِلَ في الشيء، وعن الشيء يَوْهَل وَهَلًا: إذا غَلِط فيه، وسها، ووَهَلت إليه -بالفتح - وَهْلًا: إذا ذهب وَهْمك إليه، وأنت تريد غيره،


(١) "شرح ابن بطال على البخاريّ" ١/ ١٩٢.
(٢) "شرح النوويّ" ١٦/ ٩٠.
(٣) "عمدة القاري" ٥/ ٩٧.
(٤) "الفتح" ١٢/ ٤٢٢.
(٥) "المصباح المنير" ٢/ ٦٧٤.