للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَفِي "الصَّحِيحِ" ذَا كَثِيرٌ فَالَّذِي … أَتَى بِهِ بِصِيغَةِ الْجَزْمِ خُذِ

صِحَّتَهُ عَنِ الْمُضَافِ عَنْهُ … وَغَيْرَهُ ضَعِّفْ وَلَا تُوهِنْهُ

ثم إن الرواية المعلّقة هذه لا تضرّ بصحّة الحديث؛ لأن مسلمًا أوردها متابعة لطريق أبي اليمان عن شعيب، قال الحافظ رشيد الدين العطّار رحمه الله في "غرره": فإذا انقطعت طريق الليث عن عبد الرحمن عند مسلم في هذا الحديث، فقد بقيت طريق أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة سالمة متصلةً؛ لأن كل واحد منهما يرويه عن الزهري، وعبد الرحمن بن خالد ليس من شرط الإمام مسلم (١)، فلا لزوم عليه في الإخراج له، على أن طريق الليث، عن عبد الرحمن بن خالد التي أوردها مسلم بقوله: ورواه الليث … إلخ، وَرَدَتْ في "صحيح البخاريّ" من طريق متصلة، وهي قوله: حدّثنا سعيد بن عُفير، قال: حدّثني الليث، قال: حدّثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن سالم، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة؛ أن عبد الله بن عمر … الحديث، ثم إن الحديث أخرجه أبو داود، والنسائيّ، وأحمد، والترمذيّ، وقال: هذا حديث صحيح. انتهى كلام رشيد الدين العطّار رحمه الله، وهو تحقيقٌ نفيسٌ (٢)، والله تعالى أعلم.

وقوله: (كِلَاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِ) ضمير التثنية لشعيب، وعبد الرحمن بن خالد.

[تنبيه]: رواية شعيب بن أبي حمزة عن الزهريّ ساقها البخاريّ رحمه الله في "صحيحه"، فقال:

(٥٧٦) - حدّثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهريّ، قال: حدّثني سالم بن عبد الله بن عمر، وأبو بكر بن أبي حَثْمة؛ أن عبد الله بن عمر قال: صلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سَلَّم قام النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة، لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر


(١) بل أخرج له تعليقًا، ومتابعةً في موضعين، هذا الحديث، وحديث في، كتاب "الحدود"، فتنبّه.
(٢) "غرر الفوائد" ١/ ١٦٥، وتقدّم كلام العطار هذا في "شرح المقدّمة" ١/ ٩٨.