للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ) بكسر الشين المعجمة، كما في "التقريب"، وضَبَطه في "القاموس" كثُمامة، قال: ويُفتح (١)، وكذلك ضَبَطه النوويّ (٢). (الْمَهْرِيِّ) بفتح الميم، وسكون الهاء: نسبة إلى مَهْرة بن حَيْدان بن عمر بن إلحاف بن قُضاعة، قبيلة كبيرة، قاله في "اللباب" (٣). (قَالَ) عبد الرحمن: (سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ) - رضي الله عنه -، هذا تصريح من عبد الرحمن بن شماسة بأنه سمع من أبي ذرّ - رضي الله عنه -، وقد اعترض الدارقطنيّ على مسلم بأنه أخرج بعد هذا عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بصرة، عن أبي ذرّ، فأدخل أبا بصرة بين عبد الرحمن وبين أبي ذرّ، لكنه لم يُفصح بتخطئة مسلم، والذي يظهر أن هذا لا يضرّ، وإنما غايته أن عبد الرحمن سمعه أولًا من أبي بصرة، ثم لقي أبا ذرّ - رضي الله عنه -، فسمعه منه، أو سمعه منه، ثم ثبّته أبو بصرة، وهذا كثير في روايات الثقات، وقد صرّح فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا، يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ) وفي الرواية التالية: "إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ، وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ"، و"القيراط" بكسر القاف، وتخفيف الراء، آخره طاء مهملة، يقال: أصله قِرَّاطٌ، لكنه أُبدل من أحد المضعفين ياء للتخفيف، كما في دينار ونحوه، ولهذا يُرَدّ في الجمع إلى أصله، فيقال: قَرَارِيطُ، قال بعض الحساب: القِيرَاطُ في لغة اليونان حبة خُرْنُوب، وهو نصف دانِق، والدرهم عندهم اثنتا عشرة حبة، والْحُسّاب يقسمون الأشياء أربعة وعشرين قيراطًا؛ لأنه أول عدد له ثُمن، وربع، ونصف، وثلث صحيحات، من غير كسر (٤)، قاله الفيّومي - رحمه الله - انتهى (٥).


(١) راجع: "القاموس المحيط" ص ٧٠٦.
(٢) "شرح النوويّ" ١٦/ ٩٦.
(٣) "اللباب في تهذيب الأنساب" ٣/ ٢٧٥.
(٤) قدّر المعاصرون القيراط بالمعايير المعاصرة فقالوا: (٢٠٤١) غرامًا، راجع: "الإيضاحات العصريّة" ص ٢١٧.
(٥) "المصباح المنير" ٢/ ٤٩٨.