للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذه صفة حبة العِنَب إذا طفت وزال ماؤها، وبهذا فسّره عيسى بن دينار. انتهى كلام القرطبيّ رَحِمَهُ اللهُ (١).

وقوله: (رَجِلُ الشَّعْرِ) بفتح الراء وكسر الجيم؛ أي: قد سَرّح شعره ودهنه.

وقوله: (يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً) قال القرطبيّ: يعني أنه قريب عهد بغسل، وكأنه اغتسل للطواف (٢).

وقال في "الفتح": يحتمل أن يريد أنه يقطر من الماء الذي سرح به شعره، أو أن المراد الاستنارة، وكنى بذلك عن مزيد النظافة والنضارة (٣).

وقوله: (جَعْدًا) بفح الجيم، وسكون العين المهملة: ضدّ السّبِط، يقال: جَعِد الشعرُ - بضمّ العين وكسرها - جُعُودةً: إذا كان فيه التواءٌ وتقبُّضٌ، فهو جَعْدٌ، وذلك خلاف المسترسِل، قاله الفيّوميّ (٤).

وقوله: (قَطَطًا) بفتح القاف، والطاء المهملة، بعدها مثلها، هذا هو المشهور، وقد تكسر الطاء الأولى، والمراد به شدّة جعودة الشعر، ويُطلق في وصف الرجل، ويُراد به الذمّ، يقال: جَعْدُ اليدين، وجعد الأصابع؛ أي: بخيل، ويُطلق على القصير أيضًا، وتقدّم تمام البحث فيه.

وقوله: (كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ بِابْنِ قَطَنٍ) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: ضبطنا "رأيتَ" بضمّ التاء وفتحها، وهما ظاهران، وفي الرواية الآتية: "أقرب الناس به شبَهًا ابن قطن"، وفي رواية البخاريّ: "وأقرب الناس به شبَهًا ابن قطن"، قال الزهريّ: رجل من خزاعة، هلك في الجاهليّة. انتهى.

و"ابن قَطَن" بفتح القاف، والطاء المهملة، قال في "الفتح": اسمه: عبد العزّى بن قَطَن بن عمرو بن جُندب بن سعيد بن عائد بن مالك بن المصطَلِق، وأمه هالة بنت خُويلد، أفاده الدمياطيّ، قال: وقال ذلك أيضًا عن أكثم بن أبي الجون، وأنه قال: يا رسول الله، هل يضرّني شبهه؟ قال: "لا، أنت مسلم وهو كافر"، حكاه عن ابن سعد، والمعروف في الذي شبّه به - صلى الله عليه وسلم -


(١) "المفهم" ١/ ٣٩٩.
(٢) "المفهم" ١/ ٤٠٠.
(٣) "الفتح" ٦/ ٥٦٠.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ١٠٢.