وهو وصفٌ مختصّ بالمرأة، ولا يقال للرجل: بغيّ، قاله الأزهريّ (١). (يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا)؛ أي: يُضرب بجمالها المَثَل؛ لانفرادها به عن نساء قومها.
قال الحافظ: ولم أقف على اسم هذه المرأة، لكن في حديث عمران بن حصين أنها كانت بنت ملك القرية، وفي رواية الأعرج:"وكانت تأوي إلى صومعته راعية ترعى الغنم"، ونحوه في رواية أبي رافع عند أحمد، وفي رواية أبي سلمة:"وكان عند صومعته راعي ضأن، وراعية معزى".
ويمكن الجمع بين هذه الروايات بأنها خرجت من دار أبيها بغير علم أهلها متنكرة، وكانت تعمل الفساد إلى أن ادعت أنها تستطيع أن تفتن جريجًا، فاحتالت بأن خرجت في صورة راعية لِيُمْكِنها أن تأوي إلى ظل صومعته؛ لتتوصل بذلك إلى فتنته.
(فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ) زاد في رواية أحمد: "قالوا: قد شئنا"، (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: (فَتَعَرَّضَتْ لَهُ)؛ أي: طلبت منه أن يواقعها، (فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِه، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ)؛ أي: فلما سألها: ممن هذا الولد؟ قالت:(هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ) وفي رواية أبي رافع الماضية: "فقيل لها: ما هذا؟ فقالت: هو من صاحب هذا الدَّير"، وزاد في رواية أحمد:"فأُخذت، وكان مَن زنى منهم قُتل، فقيل لها: ممن هذا؟ قالت: هو من صاحب الصومعة"، زاد الأعرج:"نزل إليّ من صومعته"، وفي رواية الأعرج:"فقيل لها: من صاحبك؟ قالت: جريج الراهب، نزل إليّ، فأصابني"، زاد أبو سلمة في روايته:"فذهبوا إلى الملك، فأخبروه، قال: أدركوه، فأْتوني به"، وفي رواية أبي رافع عنده:"فقالوا: أي جريجُ انزل، فأبى يقبل على صلاته، فأخذوا في هدم صومعته، فلما رأى ذلك نزل، فجعلوا في عنقه وعنقها حبلًا، وجعلوا يطوفون بهما في الناس"، وفي رواية أبي سلمة:"فقال له الملك: ويحك يا جريج كنا نراك خير الناس، فأحبلت هذه، اذهبوا به، فاصلُبوه"، وفي حديث عمران:"فجعلوا يضربونه، ويقولون: مراءٍ، تخادع الناس بعملك"، وفي رواية الأعرج: "فلما مروا به نحو