أسألك بالذي خلقك من زنى بهذه المرأة؟ فقال كل غصن منها: راعي الغنم".
ويُجمع بين هذا الاختلاف بوقوع جميع ما ذُكر، بأنه مسح رأس الصبيّ، ووضع إصبعه على بطن أمه، وطعنه بإصبعه، وضربه بطرف العصا التي كانت معه، وأبعدَ من جَمَع بينها بتعدد القصة، وأنه استنطقه وهو في بطنها مرةً قبل أن تلد، ثم استنطقه بعد أن وُلد.
زاد في رواية وهب بن جرير: "فوثبوا إلى جريج، فجعلوا يقبّلونه"، وزاد الأعرج في روايته: "فأبرأ الله جريجًا، وأعظم الناس أمر جريج"، وفي رواية أبي سلمة: "فسبّح الناس، وعجبوا".
وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "يا غلام من أبوك؟ قال: فلان الراعي" قد يقال: إن الزاني لا يلحقه الولد، وجوابه من وجهين: أحدهما: لعله كان في شرعهم يَلحقه، والثاني: أن المراد: مِن ماء مَن أنت؟ وسمّاه أبًا مجازًا. انتهى (١).
(قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْج يُقَبِّلُونَهُ، وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ) تبرّكًا، (وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ؟، قَالَ: لَا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ، كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا) وفي رواية وهب بن جرير: "ابنوها من طين كما كانت"، وفي رواية أبي رافع: "فقالوا: نبني ما هدمنا من دَيرك بالذهب والفضة؟، قال: لا، ولكن أعيدوه كما كان، ففعلوا"، وفي نَقْل أبي الليث: "فقال له الملِك: نبنيها من ذهب؟، قال: لا، قال: من فضة؟ قال: لا، إلا من طين"، زاد في رواية أبي سلمة: "فردّوها، فرجع في صومعته، فقالوا له: بالله مم ضحكت؟ فقال: ما ضحكت إلا من دعوة دعتها عليّ أمي".
(وَبَيْنَا" هي "بين" الظرفيّة، أُشبعت فتحتها، فتولّدت منها الألف، كما تقدّم البحث فيها غير مرّة. (صَبِيٌّ يَرْضَعُ) بفتح الضاد وكَسْرها، قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ -: رَضِعَ الصبيّ رَضَعًا، من باب تَعِب في لغة نجد، ورَضَعَ رَضْعًا، من باب ضرب: لغةٌ لأهل تهامة، وأهلُ مكة يتكلمون بها، وبعضهم يقول: أصل المصدر من هذه اللغة كسر الضاد، وإنما السكون تخفيف، مثل الْحَلِف،