للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبي بكر بن كلاب، إلَّا أن يكون حليفًا للأنصار، وهو النوّاس بن سِمْعان بن خالد بن عمرو بن قُرْط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب، هكذا نسبه المفضّل بن غسّان الْغَلابيّ عن يحيى بن معين. انتهى (١).

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من سُداسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وأنه مسلسل بالشاميين من معاوية بن صالح، وشيخه بغداديّ، وابن مهديّ بصريّ، وفيه رواية الابن عن أبيه، وتابعيّ عن تابعيّ: عبد الرَّحمن عن أبيه.

شرح الحديث:

(عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ) بفتح السين المهملة، وكسرها، وقوله:

(الأَنْصَارِيِّ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا وقع في نسخ "صحيح مسلم": "الأنصاريّ"، قال أبو عليّ الجيّانيّ: هذا وَهَمٌ، وصوابه "الكلابي"، فإن النوّاس كلابيّ مشهور، قال المازريّ، والقاضي عياض: المشهور أنه كلابيّ، ولعله حليف للأنصار، قالا: وهو النوّاس بن سِمعان بن خالد بن عمرو بن قُرْط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب، كذا نسبه العلاليّ، عن يحيى بن معين. انتهى (٢). وتقدّم ما قاله الجيّانيّ فيه قريبًا.

(قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ) قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: أي: عما يَبرّ فاعله، فيلحق بالأبرار، وهم المطيعون لله تعالى، وعما يأثم فاعله، فيلحق بالآثمين، فأجابه النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بجواب جُمليّ أغناه به عن التفصيل، فقال له: ("الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ)؛ يعني: أن حُسن الخُلق أعظم خصال البرّ، كما قال: "الحج عرفة" (٣)؛ ويعني بحسن الخلق: الإنصاف في المعاملة، والرّفق في المجادلة، والعدل في الأحكام، والبذل، والإحسان. انتهى (٤).


(١) "تقييد المهمل" ٣/ ٩٢٠.
(٢) "شرح النوويّ" ١٦/ ١١٠ - ١١١.
(٣) حديث صحيح، رواه أحمد، وأبو داود، والترمذفي، والنسائيّ، وابن ماجه.
(٤) "المفهم" ٦/ ٥٢٢.