للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العرض في هذين اليومين للأعمال الصالحة مباهاةً بصالح أعمال بني آدم على الملائكة، كما يباهي الله الملائكة بأهل عرفة، وقد يكون هذا العرض؛ لِتَعْلم الملائكة المقبول من الأعمال من المردود، كما جاء الحديث الآخر: "إن الملائكة تصعد بصحائف الأعمال، فتعرِضها على الله، فيقول الله تعالى: ضعوا هذا، واقبلوا هذا، فتقول الملائكة: وعزّتك يا ربنا ما رأينا إلا خيرًا، فيقول الله تعالى: إن هذا كان لغيري، ولا أقبل من العمل إلا ما ابتُغِيَ به وجهي" (١)، والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:

[٦٥٢٤] (. . .) - (حَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (ح) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، كِلَاهُمَا عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيه، بِإِسْنَادِ مَالِكٍ، نَحْوَ حَدِيثِه، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ الدَّرَاوَرْدِيِّ: "إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ"، مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبْدَةَ، وَقَالَ قُتَيْبَةُ: "إِلَّا الْمُهْتَجِرَيْنِ").

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ) أبو عبد الله البصريّ، ثقة، رُمي بالنصب [١٠] (ت ٢٤٥) (م ٤) تقدم في "الإيمان" ١/ ١٠٣.

والباقون ذُكروا في الباب، والأبواب الثلاثة قبله.

وقوله: (كِلَاهُمَا عَنْ سُهَيْلٍ) ضمير التثنية لجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز الدراورديّ.

وقوله: (غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ الدَّرَاوَرْدِيِّ: "إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ"، مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبْدَةَ، وَقَالَ قُتَيْبَةُ: "إِلَّا الْمُهْتَجِرَيْنِ") أشار به إلى اختلاف شيخيه: قتيبة، وأحمد بن عبدة، على شيخهما الدراورديّ، فقال قتيبة: "إلا المهتجرين"، وقال ابن عبدة: "إلا المتهاجرَين"، والمعنى واحد.


(١) رواه ابن المبارك في كتاب "الزهد والرقائق" بنحوه (٤٥٢).
(٢) "المفهم" ٦/ ٥٣٩ - ٥٤١.