للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي رَافِعٍ) نُفيع الصائغ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-، (عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَّ رَجُلًا) لا يُعرف هو، ولا المَزُور (١). (زَارَ أَخًا لَهُ)؛ أي: أراد أن يزوره، وهو أعمّ من كونه أخًا حقيقةً أو مجازًا، قاله المناويّ رحمه الله (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: كونه مجازًا هو الظاهر؛ لقوله في آخر الحديث: "غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عز وجل فإنه أَبُو كان أخاه مِن نَسَبه لقال: إنه أخي في النسب، وأحبه، والله تعالى أعلم.

(فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى)؛ أي: غير قرية الزائر، (فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ)؛ أي: وَكّل بحفظه، يقال: أرصده لكذا: إذا وكّله بحفظه، وقال النوويّ رحمه الله: معنى أرصده: أقعده يَرْقُبه، و"المدرجة" بفتح الميم، والراء: هي الطريق، سُمّيت بذلك؛ لأن الناس يَدرُجون عليها؛ أي: يمضون، ويمشون. انتهى (٣).

(عَلَى مَدْرَجَتِهِ)؛ أي: على قارعة طريقه، (مَلَكًا)؛ أي: هيأ على طريقه ملَكًا، وأقعده يرقُبه.

وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "فأرصد الله على مدرجته أي: جعل الله ملَكًا على طريقه يرصُده؛ أي: يرتقبه، وينتظره ليبشّره، والْمَرْصَد: موضع الرّصَد، و"المدرجة" بفتح الميم: موضع الدرْج، وهو المشي. انتهى (٤).

(فَلَمَّا أتى) الرجل (عَلَيْهِ)؛ أي: على ذلك الملك الْمُرْصَد، (قَالَ) له الملك: (أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ) الرجل: (أُرِيدُ أَخًا لِي)؛ أي: أقصد أن أزور أخًا لي (فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ) قال المناويّ: فإن قيل: السؤال عن القصد، والجواب غير مطابق له، قلنا: في الحديث بيان لِمَقْصِدِه، ومقصوده. انتهى (٥).

(قَالَ) الملَك للرجل: (هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَة)؛ أي: هل لك من حقّ واجب عليه من النعم الدنيوية (تَرُبُّهَا) - بفتح المثناة الفوقية، وضمّ الراء، وتشديد الموحّدة -؛ أي: تملكها، وتستوفيها، أو معناه: تقوم بها، وتسعى في


(١) راجع: "تنبيه المعلم" ص ٤٢٩.
(٢) "فيض القدير" ٤/ ٦١.
(٣) "شرح النوويّ" ١٦/ ١٢٤.
(٤) "المفهم" ٦/ ٥٤٣.
(٥) "فيض القدير" ٤/ ٦١.