(المسألة الأولى): حديث ثوبان -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
[تنبيه]: كتب الحافظ أبو عليّ الجيّانيّ رحمه الله هنا ما نضه: ذكر مسلم حديث حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، ومن حديث هشيم، ويزيد بن زريع، كلاهما عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"من عاد مريضًا لم يزل في خُرْفة الجنّة حتى يرجع".
قال أبو عليّ: ويُروى إسناد هذا الحديث أيضًا عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء، ذَكَره مسلم أيضًا من حديث يزيد بن هارون، عن عاصم الأحول، عن ثوبان، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"من عاد مريضًا لم يزل في خُرفة الجنّة"، قيل: يا رسول الله وما خُرفة الجنّة؟ قال:"جَنَاهَا".
قال أبو عيسى الترمذيّ: سألت البخاريّ عن إسناد هذا الحديث، فقال: رواه أبو غِفَار، وعاصم، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء الرَّحَبيّ، عن ثوبان، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: وأحاديث أبي قلابة عن أبي أسماء الرَّحَبيّ، عن ثوبان، ليس فيها أبو الأشعث إلا هذا الحديث الواحد.
وذكر أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل أنه قال: أبو قلابة وقع إلى الشام، وهو يروي عن أبي الأشعث، وأبي أسماء، وأُراه قد سمع منهما، ورَوَى أيضًا عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء. انتهى كلام الجيّانيّ رحمه الله (١).
قال الجامع عفا الله عنه: خلاصة ما ذكره الجيّاني أن سَنَدَيْ أبي قلابة المذكورَين في هذا الباب صحيحان، فلا يضرّ الاختلاف المذكور؛ لإمكان الجمع بأن أبا قلابة رواه عن أبي أسماء بواسطة أبي الأشعث، ثم لقي أبا أسماء، فرواه عنه مباشرةً، أو سمعه من أبي أسماء نفسه، ثم ثبّته أبو الأشعث، ونظائر هذا كثيرة في أحاديث الثقات، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١٣/ ٦٥٢٩ و ٦٥٣٠ و ٦٥٣١ و ٦٥٣٢ و ٦٥٣٣](٢٥٦٨)، و (الترمذيّ) في "الجنائز"(٩٦٧ و ٩٦٨)، و (البخاريّ) في "الأدب