للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن يُغمى عليه، والحزن أسهل منه. انتهى (١).

(حَتَّى الْهَمِّ) يَحْتَمِل الجرّ، والرفع، أما الجرّ فبـ "حتى"؛ لأنها جارّة للغاية؛ أي: حتى ينتهي إلى الهمّ، أو بالعطف بـ "حتّى" على لفظ ما قبله، وأما الرفع فبالعطف على موضعه؛ لأن "من" زائدة، أو يكون مبتدأ على أن "حتّى" ابتدائيّة، كما في قول الشاعر [من الطويل]:

فَمَا زَالَتِ الْقَتْلَى تَمُجُّ دِمَاءَهَا … بِدِجْلَةَ حَتَّى مَاءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ

فيكون الخبر محذوفًا؛ أي: يثاب عليه، أو الخبر قوله: (يُهِمُّهُ) بفتح أوله، من الهمّ ثلاثيًّا، أو بضمّها، من الإهمام رباعيًّا، قال الفيّوميّ - رحمه الله -: الهَمُّ: الحزن، وأَهَمَّنِي الأمرُ بالألف: أقلقني، وهَمَّنِي هَمًّا، من باب قَتَل مثله. انتهى (٢).

وقال المجد - رحمه الله -: الهَمُّ: الحَزَنُ، جَمْعه: هُمومٌ، وما هَمَّ به في نفسه، وهَمَّه الأَمْرُ هَمًّا، ومَهَمَّةً: حَزَنَه؛ كأَهَمَّه، فاهْتَمَّ، والسُّقْمُ جِسْمَه: أذابَهُ، وأذْهَبَ لَحْمَه، والشَّحْمَ: أذابه، فانْهَمَّ. انتهى (٣).

وقال النوويّ - رحمه الله -: "الوصب": الوجع اللازم، ومنه قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ}؛ أي: لازم ثابت، و"النصب": التعب، وقد نَصِبَ يَنْصَب نَصَبًا؛ كفَرِح يَفْرَح فَرَحًا، ونَصَبه غيره، وأنصبه، لغتان، و"السقم": بضم السين، وإسكان القاف، وفَتْحهما، لغتان، وكذلك الْحُزْن والْحَزَن، فيه اللغتان، و"يهمه" قال القاضي: هو بضم الياء، وفتح الهاء، على ما لم يُسَمّ فاعله، وضبطه غيره يَهُمه، بفتح الياء، وضم الهاء؛ أي: يَغُمّه، وكلاهما صحيح. انتهى (٤).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: "الوصب": المرض، يقال منه: وَصِبَ الرجلُ، يَوْصَبُ، فهو وصيب، وأوصبه الله، فهو مُوصَبٌ، و"النصب": التعب، والمشقة، يقال منه: نَصِب الرجلُ - بالكسر - يَنصَب - بالفتح - وأنصبه غيره:


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ٤/ ١٣٣٨ - ١٣٣٩.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦٤١.
(٣) "القاموس المحيط" ١/ ١٥١٢.
(٤) "شرح النووي" ١٦/ ١٣٠.