للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المسيّب، فذكر نحوه، وقال: رواه داود بن الزِّبْرِقان عن أيوب، عن أبي الزبير، فقال: أم السائب، وصله ابن منده من طريق داود، فقال: أم السائب جزمًا، وأسنده من طريق الثقفيّ، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: ثبت أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مَرّ على أم السائب، فذكر الحديث نحوه، قال الحافظ: ولم أر في شيء من طرقه أنها أنصارية، بل ذكرها ابن كعب في قبائل العرب بين المهاجرين والأنصار. انتهى (١).

(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("مَا لَكِ) "ما" استفهاميّة؛ أي؛ أيُّ شيء ثبتٌ لك (يَا أُمَّ السَّائِبِ، أَوْ) تقدّم أنها للشكّ، (يَا أُمَّ الْمُسَيَّبِ تُزَفْزِفِينَ؟ ") بزايين بصيغة المعلوم والمجهول؛ لأنه لازِم ومتعدّ، ويروى براءين علي بناء الفاعل، قال الطيبيّ: رفرف الطائر بجناحية إذا بسطهما عند السقوط على شيء، والمعنى: ما لكِ ترتعدين؟ ويُروى بالزاي، من الزفزفة، وهي الارتعاد من البرد، والمعنى: ما سبب هذا الارتعاد الشديد؟ أفاده القاري (٢).

وقال القاضي عياض: "تزفزفين" بضم التاء، وفتح الزايين؛ أي: تُرعَدين، والزفزفة: الرِّعْدة، ورواه بعضهم بالراء والقاف، قال أبو مروان بن سراج: هما صحيحان بمعنى واحد. انتهى (٣).

وقال ابن الجوزيّ: أصل الزفزفة: تحريك الرياح الحشيش حتى يُصَوِّت. انتهى (٤).

وقال النوويّ: قوله: "تزفزفين" بزاءين معجمتين، وفاءين، والتاء مضمومة، قال القاضي: تُضمّ، وتُفتح، هذا هو الصحيح المشهور في ضبط هذه اللفظة، وادّعَى القاضي أنها رواية جميع رواة مسلم، ووقع في بعض نُسخ بلادنا بالراء، والفاء، ورواه بعضهم في غير مسلم بالراء، والقاف، ومعناه:


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٨/ ٢١٥.
(٢) "المرقاة في شرح المشكاة" ٤/ ٢٣ - ٢٤.
(٣) "مشارق الأنوار" ١/ ٣١٢.
(٤) "غريب الحديث" لابن الجوزي ١/ ٤٣٨.