للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والقلبُ متصلٌ به، والوَتِينُ في البطن، والنَّسَا في الفخذ، والأَبْجَلُ في الرِّجل، والأَكْحَلُ في اليد، والصَّافِنُ في السّاق، وقال في "المجرّد" أيضًا: الوريد عِرْقٌ كبيرٌ يدور في البدن، وذَكَر معنى ما تقدَّم، لكنَّه خالف في بعضه، ثم قال: والوَدَجَانِ: عِرْقان غَليظان، يكتنفان ثُغْرَة النّحر يمينًا ويسارًا، والجمع أَوْدَاجٌ، مثل سَبَبٍ وأَسْبَابٍ، ووَدَجْتُ الدّابّةَ وَدْجًا، من باب وَعَدَ: قَطَعْتُ وَدَجَها، ووَدَّجْتُهَا بالتّثقيل مبالغةٌ، وهو لها كالفصد للإنسان؛ لأنّه يقال: وَدَجْتُ المالَ: إذا أصلحته، ووَدَجْتُ بين القوم: أصلحتُ. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: قد نظمت أسماء هذه العروق، فقلت:

يُقَالُ فِي الْجَسَدِ عِرْقٌ حَيْثُمَا … قُطِعَ صَاحِبُهُ مَاتَ أَلَمَا

لَهُ تَشَعُّبٌ بِأَعْضَاءِ الْجَسَدْ … فِي كُلِّ عُضْوٍ خُصَّ بِاسْمٍ انْفَرَدْ

فَخُصَّ فِي الْعُنُقِ بِالْوَرِيدِ … كَذَلِكَ الْوَدَجُ ذُو تَسْدِيدِ

فِي الظَّهْرِ بِالنِّيَاطِ يُدْعَى وَالَّذِي … اسْتَبْطَنَ الصُّلْبَ بَأَبْهَرٍ خُذِ

وَذَا بهِ الْقَلْبُ غَدَا يَتَّصِلُ … فِي الْبَطْنِ بِالْوَتِينِ صَارَ يُعْقَلُ

وَبِالنَّسَا فِي الْفَخْذِ وَالأبْجَلُ فِي … رِجْلٍ وَبِالأَكْحَلِ فِي الْيَدِ يَفِي

فِي السَّاقِ بِالصَّافِنِ يُدْعَى وَانْتَهَى … نَظْمِي لِمَنْ يَرْغَبُ مِنْ ذَوِي النُّهَى (٢)

وفي رواية البخاريّ: "فاشتدّ غضبه، حتى انتفخ وجهه، وتغيّر"، وفي حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عند أحمد، وأصحاب "السنن": "حتى إنه ليُخَيَّل إليّ أن أنفه ليتمزَّع من الغضب".

(قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لأَعْرِفُ كَلِمَةً) فيه إطلاق الكلمة على الكلام؛ لأن "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" جملة، وهو إطلاق لغويّ، وهو الذي عناه ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - في "الخلاصة" بقوله:

...................... … وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلَامٌ قَدْ يُؤَمّ

(لَوْ قَالَهَا)؛ أي: الكلمة، (لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ)؛ أي: وَجَده من شدّة الغضب، ثم بيّن الكلمة بقوله: (أَعُوذُ)؛ أي: أعتصم، وأتحصّن (بِاللهِ مِنَ


(١) "المصباح المنير" (٢/ ٦٥٢).
(٢) راجع: "الفوائد السميّة" ص ٤٣ - ٤٤.