للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذلك، هل ينفعه ما مضى من موتهم في زمن كُفْره، أو لا بدّ أن يكون موتهم في حالة إسلامه؟ قد يدلّ للأول قوله - صلى الله عليه وسلم - لحكيم بن حزام -رضي الله عنه-: "أسلمت على ما أسلفت من خير" لَمّا قال له: أرأيت أمورًا كنت أتحنث بها في الجاهلية، هل لي فيها من شيء؟ لكن جاءت أحاديث فيها تقييد ذلك بكونه في الإسلام، فالرجوع إليها أَولى، فتقدّم في الفائدة العاشرة حديث عثمان بن أبي العاص، وفي "مسند أحمد"، و"معجم الطبراني الكبير" عن أبي ثعلبة الأشجعيّ قال: "قلت: يا رسول الله، مات لي ولدان في الإسلام، فقال: من مات له ولدان في الإسلام، أدخله الله الجنة"، وفي "مسند أحمد" أيضًا عن امرأة يقال لها: رجاء: "قالت: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءته امرأة بابن لها، فقالت: يا رسول الله ادع الله لي فيه بالبركة، فإنه قد تُوُفّي لي ثلاثة، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمنذ أسلمت؟ " قالت: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جُنّة حصينة فقال لي رجل: اسمعي يا رجاء ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وفي "مسند أحمد"، وغيره عن عمرو بن عَبَسة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من وُلِدَ له ثلاثة أولاد في الإسلام، فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث، أدخله الله الجنة برحمته إياهم"، وفي هذا الحديث زيادة على ما تقدّم، وهي أن تكون ولادتهم في الإسلام، ومقتضاه أنهم لو وُلدوا له قبل أن يسلم، وماتوا بعد إسلامه لم يكن له هذا الثواب.

١٣ - (الثالثة عشرة):

هذا الحديث لا يتناول السِّقْط؛ لأنه ليس ولدًا، لكن ورد ذِكر السقط في أحاديث.

وفي "سنن ابن ماجه" من رواية أسماء بنت عابس بن ربيعة، عن أبيها، عن عليّ -رضي الله عنه- مرفوعًا: "إن السقط ليُراغم ربه؛ إذا أَدخل أبويه النارَ، فيقال: أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة، فيجرّهما بسَرَره، حتى يدخلهما الجنة"، وأسماءُ هذه لا تُعرف، قاله صاحب "الميزان".

وفي "سنن ابن ماجه" أيضًا عن معاذ، مرفوعًا: "والذي نفسي بيده، إن السقط ليجرّ أمه بسَرَره إلى الجنة؛ إذا احتسبَتْه"، وفيه يحيى بن عبيد الله لا يُعرف، قاله الذهبيّ أيضًا.