١ - (جَرِيرُ) بن عبد الحميد الضبيّ الكوفيّ، نزيل الرّيّ، وقاضيها، تقدّم قريبًا.
والباقون ذُكروا في الباب.
وقوله:(قَالَ زُهَيْرٌ: عَنْ طَلْقٍ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْكُنْيَةَ) بيّن به أن زهير بن حرب قال في روايته: حدّثنا جرير، عن طلق، ولم يذكر كنية طلق، وهو أبو غياث بِالْغين المعجمة، ثم التحتانيّة، آخره ثاء مثلّثة.
والحديث من أفراد المصنّف رحمه الله، وقد مضى شرحه وبيان مسألتيه في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.
[خاتمة]: نختم بها الباب:
(اعلم): أن الإمام ابن عبد البرّ قد ذكر اختلاف أهل العلم في الأطفال، أحببت ختم الباب به تتميمًا للفوائد، وتكميلًا للعوائد:
قال رحمه الله: وأما اختلاف العلماء في الأطفال، فقالت طائفة: أولاد الناس كلهم، المؤمنين منهم والكافرين إذا ماتوا أطفالًا صغارًا ما لم يبلغوا في مشيئة الله عز وجل يصيّرهم إلى ما شاء من رحمة، أو عذاب، وذلك كلّه عدلٌ منه، وهو أعلم بما كانوا عاملين.
وهو قول جماعة من أهل الأثر، منهم حماد بن زيد، وهو الذي يدلّ عليه "موطأ مالك"، وهذا القول نسبه أهل الكلام إلى أهل الأخبار.
وحجة من ذهب إلى هذا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الأطفال؟ فقال:"الله أعلم بما كانوا عاملين".
وحديث أنس بن مالك رحمه الله، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن الله عز وجل وَكّل بالرحم مَلَكًا، يقول: يا رب نطفة، يا رب عَلَقة، يا رب مضغة، فإذا أراد أن يقضي خلقه، قال: أذكرٌ أم أنثى؟ أشقيّ أم سعيد؟ وما الرزق؟ وما الأجل؟ فيُكتب في بطن أمه".
وحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: حدّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصادق المصدوق: "أن ابن آدم يمكث في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يصير عَلَقة أربعين يومًا، ثم يصير مُضغَةً أربعين يومًا، ثم يبعث الله إليه ملَكًا، فيقول: يا رب أذكر أم أنثى؟ أشقيّ أم سعيد؟ وما الأجل؟ وما الأثر؟ فيوحي الله، ويكتب الملَك، حتى إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع -أو قَيْد ذراع- فيغلب عليه الكتاب الذي سبق، فيعمل بعمل أهل النار،