للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع -أو قيْد ذراع- فيغلب عليه الكتاب الذي سبق، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخل الجنة".

وقد رَوَى هذا المعنى جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم-.

وقد رُوي عن ابن عباس بالأسانيد الصحاح عنه، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أولاد المشركين، فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين".

ورواه أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، وطرقه عن أبي هريرة صحاح ثابتة، وهي أثبت من جهة النقل من كل ما رُوي في هذه الأبواب.

ومن جهة من ذهب إلى هذا المذهب أيضًا حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصبي من صبيان الأنصار؛ ليصلي عليه، فقلت: طوبى له، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل سوءًا، ولم يدركه ذنب، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أو غير ذلك يا عائشة، إن الله تعالى خلق الجنة، وخلق لها أهلها، وخلقهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار، وخلق لها أهلها، وخلقهم في أصلاب آبائهم" (١).

وهو حديث رواه طلحة بن يحيى، وفضيل بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، وليس ممن يُعتمد عليه عند بعض أهل الحديث.

ومن حجتهم أيضًا: حديث ابن عباس، عن أُبيّ بن كعب؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الغلام الذي قتله الخضر طُبع كافرًا" (٢).

وهذا خبر لم يروه عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن أُبَيّ مرفوعًا إلا رقبة بن مَسْقلة، وعبد الجبار بن عباس الهمدانيّ، ولم يرفعه شعبة، والثوريّ.

وهو مذهب ابن عباس في كتابه إلى نَجْدة الحروريّ، حيث قال له: وأما الغلمان، فإن كنت تعلم منهم ما علمه الخضر من الغلام، فاقتلهم.

على أنه قد رُوي عن عكرمة وقتادة؛ أن الذي قَتَله الخضر رجلٌ، وكان


(١) حديث صحيح. رواه النسائيّ ٤/ ٥٧.
(٢) حديث صحيح. رواه أبو داود ٤/ ٢٢٧.