للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قاطع طريق، وهذا خلاف ما يعرفه أهل اللغة في لفظ الغلام؛ لأن الغلام عندهم هو الصبي الصغير، يقع عليه عند بعضهم اسم الغلام من حين يَفهم إلى سبع سنين، وعند بعضهم يسمى غلامًا، وهو رضيع إلى سبع سنين، ثم يصير يافعًا، ويَفَاعًا إلى عشر سنين، ثم يصير حَزَوّرًا إلى خمس عشرة سنة، واختُلف في تسمية منازل سِنِّه بعد ذلك إلى أن يصير هِمًّا فانيًا كبيرًا مما لا حاجة بنا إلى ذكره.

وقال آخرون، وهم الأكثر: أطفال المسلمين في الجنة، وأطفال الكفار في المشيئة.

ومن حجتهم: حديث أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من المسلمين من يموت له ثلاث من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهم الله وإياه الجنة بفضل رحمته، يجاء بهم يوم القيامة، فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فيقولون: لا حتى يدخل آباؤنا، فيقال لهم: ادخلوا أنتم وآباؤكم بفضل رحمتي".

ومعلوم أن من أدركته الرحمة من أجل غيره، وشَفَع فيه غيره أنه قد كان مرحومًا قبله، وكان أرفع حالًا، وأسلم ممن شَفَع فيه.

وحديث شعبة عن معاوية بن قُرّة، عن أبيه، أن رجلًا جاء بابنه إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتحبه؟ " فقال: أحبك الله يا رسول الله كما أحبه، فتُوُفّي الصبي، ففقده النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أين فلان؟ " قالوا: يا رسول الله تُوُفّي ابنه، ثم دخل الرجل، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما ترضى أن لا تأتي بابًا من أبواب الجنة، إلا جاء يسعى، يفتحه لك؟ " فقالوا: يا رسول الله أله وحده، أم لنا كلنا؟ قال: "بل لكم كلكم" (١).

رواه يحيى القطان، وابن مهديّ، ومحمد بن جعفر، وعلي بن الجعد، وغيرهم عن شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

وحديث البراء عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه قال في ابنه إبراهيم: "إن له مرضعًا في الجنة".

وحديث أبي هريرة؛ أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صغارهم دعاميص الجنة".


(١) حديث صحيح.